نعمة الذريعة في نصرة الشريعة

إبراهيم الحلبي ت. 956 هجري
192

نعمة الذريعة في نصرة الشريعة

محقق

علي رضا بن عبد الله بن علي رضا

الناشر

دار المسير

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٩هـ - ١٩٩٨م

مكان النشر

الرياض

أَقُول قَالَ شَارِحه إِن كلا من الْأَعْيَان الْمَوْجُودَة قد علم رتبته فِي عبَادَة ربه وتسبيحه الَّذِي يُعْطِيهِ استعداده وَهُوَ تَنْزِيه كل من الْأَعْيَان ربه على حسب استعداده من النقائص اللَّازِمَة لعَينه وَعلم أَن رُتْبَة عِبَادَته مُتَأَخِّرَة من صَلَاة ربه فَإِنَّهُ لَوْلَا صلَاته وَرَحمته الوجودية وإخراجه للأعيان من ظلمات الْعَدَم إِلَى نور الْوُجُود وظلمات الضلال إِلَى نور الْهِدَايَة مَا كَانَ أحد مِنْهُم يُصَلِّي فَقَوله فِي عبَادَة ربه مُتَعَلق برتبته لَا بالتأخر وَضمير يُعْطِيهِ عَائِد إِلَى الْكل وفاعله استعداده وَفِي بعض النّسخ عَن عبَادَة ربه فَيكون مُتَعَلقا بالتأخر فَمَعْنَاه كل قد علم صلَاته أَي رتبته فِي عِبَادَته أَنَّهَا مُتَأَخِّرَة عَن صَلَاة ربه لَهُ وَعبادَة ربه إِيَّاه بالإيجاد والإيصال إِلَى الْكَمَال وَالرَّحْمَة وَالْمَغْفِرَة كَمَا قَالَ فِي مَوضِع آخر فيعبدني وأعبده وَلَكِن الأول أنسب إِلَى الْأَدَب بَين يَدي الله تَعَالَى انْتهى لَكِن الصَّلَاة بِمَعْنى التَّأَخُّر لم تسْتَعْمل لَا فِي اللُّغَة وَلَا فِي الشَّرْع على مَا قدمْنَاهُ ثمَّ قَالَ وَثمّ مرتبَة يعود الضَّمِير على العَبْد المسبح فِيهَا فِي قَوْله تَعَالَى ﴿وَإِن من شَيْء إِلَّا يسبح بِحَمْدِهِ﴾ أَي بِحَمْد ذَلِك الشَّيْء فَالضَّمِير الَّذِي فِي قَوْله تَعَالَى بِحَمْدِهِ يعود على الشَّيْء أَي بالثناء الَّذِي يكون عَلَيْهِ كَمَا قُلْنَا فِي المعتقد أَنه إِنَّمَا يثني على الْإِلَه الَّذِي فِي معتقده وربط بِهِ نَفسه وَمَا كَانَ من عمله فَهُوَ رَاجع إِلَيْهِ فَمَا

1 / 223