ن الجراح الوزارة حد في طلب الحلاج فظفر به وبأخي امرأته بعد شهرين من ولايته في بعض نواحي الاهواز ، فجيء بها ذليلين مهينين فأدخلا على جملين وعلى رءوسها برنسان ومعها من ينادى : هذا الساحر الحلاج الممخرق ا وطيف بهما بيغداد .
سم صليا في رحبة الجسرين بالجانبين الشرقي والغربي في ستة أشهر والصبيان بلعنونها ويصفعونها ويستخفون بها وذلك بأمر السلطان وإذن الخليفة . ثم حبسا في المطبق .
وادعى الربوبيه وأضل جماعة واتبعوه على كفره منهم محمد بن عبد الله ابن حزام ولم يزل شره بتفاقم حتى أمر السلطان بنقله إلى مجلس في داره فنقل ليه . فلم يزل بكاتب الناس حتى بايعه جماعه وقدم خليفة .
فلما كان سنة تسع وثلثمائة أحضر كتابه نخطه (1) وفيه تفسيره وقد تضمن من ذكر أرباب عدة وآلهة كثيرة . فدفعه المقرىء الامام ابو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد فنظر فيه الوزير أبو الحسن فلما تبينه استعظمه ووجه إنى منزل محمد ابن على خادمه فقيض عليه وعلى كتبه .
فلما نظر فيها أبو الحسن وجد فيها كتايا فيه سر الاله وفيه من الكنر والتجسم والالحاد ، ما لا تقدر أن تنطق به ألسنة العباد ، فصفعه بمانين صفعة وحلسسه.
ثم إن الخليفة أمر الوزير حامد بن العباس - وكان قد استوزر اثنى عشر
صفحة ١٠٢