نبذة في العقيدة الإسلامية
الناشر
دار الثقة للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٢ هـ - ١٩٩٢ م
مكان النشر
مكة المكرمة
تصانيف
الإيمان بالقدر
القَدَر (بفتح الدال): تقدير الله تعالى للكائنات، حسبما سبق به علمه، واقتضتهُ حكمته.
والإيمان بالقدر يتضمَّنُ أربعة أمور:
الأول: الإيمان بأن الله تعالى عالمٌ بكل شيء، جملةً وتفصيلًا، أزلًا وأبدًا، سواء كان ذلك مما يتعلق بأفعاله، أو بأفعال عباده.
الثاني: الإيمان بأن الله تعالى كتب ذلك في اللوح المحفوظ، وفي هذين الأمرين يقول الله تعالى: (أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاء وَالأرْضِ إِنَّ ذلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ) [سورة الحج: ٧٠] .
وفي صحيح مسلم - عن عبد الله بن عمرو بن العاص ﵄ قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: (كتب الله مقادير الخلائقِ قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة) (١) .
الثالث: الإيمان بأن جميع الكائنات لا تكون إلا بمشيئة الله تعالى، سواء أكانت مما يتعلق بفعله، أم مما يتعلق بفعل المخلوقين، قال الله تعالى فيما يتعلقُ بفعله: (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَيَخْتَارُ) [سورة القصص: ٦٨]، وقال: (وَيَفْعَلُ اللهُ مَا يَشَاء) [سورة إبراهيم: ٢٧] وقال: (هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاء) [سورة آل عمران: ٦] وقال تعالى فيما يتعلق بفعل المخلوقين: (وَلَوْ شَاء اللهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ) [سورة النساء: ٩٠]، وقال: (وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ) [سورة الأنعام: ١١٢] .
الرابع: الإيمان بأن جميع الكائنات مخلوقة لله تعالى بذواتها، وصفاتها، وحركاتها، قال الله تعالى: (اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ) [سورة الزمر: ٦٢]،
_________
(١) رواه مسلم، كتاب القدر، باب حجاج آدم وموسى ﵉، رقم (٦٦٩٠) .
1 / 60