وقال ابن الجوزي تتبعت الأحاديث المتواترة فبلغت جملة منها: حديث الشفاعة وحديث الحساب وحديث النظر إلى الله تعالى في الآخرة وحديث غسل الرجلين في الوضوء وحديث عذ أب القبر وحديث المسح على الخفين اه.
وفي تأويله لكلام ابن الصلاح شئ مع ما تقدم عن السيوطي من الأمثلة الكثيرة لما تواتر لفظا.
بل الظاهر أنه ما قصد في كتابه في المتواترات إلا جمع المتواتر اللفظي وإن كان لا يسلم له في كثير من أحاديثه وقد اعترض شارح مسلم الثبوت الشيخ عبد العلي محمد بن نظام الدين الأنصاري تأويله المذكور قائلا ما نصه ثم في هذا التأويل أيضا شئ فإنه قد تواتر قوله صلى الله عليه وسلم ويل للأعقاب من النار رواه اثنا عشر صحابيا مقطوع بعدالتهم أكثرهم من أصحاب بيعة الرضوان.
وقد تقدم تواتر: لا نورث ما تركناه صدقة ولعل تأويل قوله أنه مبالغة في القلة اه.
وفيه أيضا نظر على ما تقدم عن الحافظ وغيره من كثرة أمثلته إلا أنه اعترض ذلك بعضهم بأن الذي له أمثلة كثيرة هو المتواتر تواترا معنويا.
وأما المتواتر اللفظي فلا.
وكثير مما قيل فيه أنه لفظي يظهر عند النظر فيه أنه معنوي.
وفي ظفر الأماني ما نصه ما ذكره في شرح النخبة من الاستدلال على وجود المتواتر ووجود كثرة ضعيف جدا تعقبه من تكلم عليه اه.
ثم قال شارح مسلم الثبوت عقب ما نقلناه عن أصله في مثال المتواتر ولم يرد يعني مؤلفه الحصر فيه أي فيما ذكر في كلامه فإن أعداد الركعات وذهاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بدر واحد وسائر الغزوات والأذان والإقامة والجماعة وفضائل الخلفاء الراشدين وفضل أصحاب بدر بعمومها متواترة من غير ريبة وسيجئ إن شاء الله تعالى حديث لن تجتمع أمتي على ضلالة بمعناه متواتر.
صفحة ٢٠