نظرات في ملامح المذهب الزيدي وخصائصه
تصانيف
ولا يبق في نار الجحيم موحد .... ولو قتل النفس الحرام تعمدا الجواب والله الموفق: أن قولهم: إن صاحب الكبيرة مؤمن بإيمانه، فاسق بكبيرته، قول مضاد للأدلة القرآنية الدالة على خلاف ما قالوا، قال سبحانه وتعالى: ((أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون (18) أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوى نزلا بما كانوا يعملون (19) وأما الذين فسقوا فمأواهم النار كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون)) [السجدة: 20]، وكأن هذه الآية نزلت للرد على أهل تلك المقالة، الذين ادعوا أن الفسقة مؤمنون، وأن فسقهم بإرتكاب الكبائر غير مزيل لاسم الإيمان فهم مؤمنون وإن فسقوا، ثم ادعاؤهم ثانيا دخولهم الجنة إما ابتداء وإما بعد تطهيرهم بقدر ذنوبهم، وقد رد الله سبحانه عليهم وعلى أشباههم من الأولين والآخرين بقرآن يتلى إلى يوم القيامة: ((ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة وإن الله لسميع عليم))، فهذه الآية التي تلوناها قاطعة لدابر الباطل، وحاسمة لأماني المتمنين، ودالة على أنه لا تساوي بين المؤمنين والفاسقين، لا في الدنيا ولا في الآخرة، وقد سمعت في الآية ذكر ما لكل في يوم الجزاء.
صفحة ٩٦