المجتهد أبي زيد ابن الإمام. له علوم جمة وفتاوى، ونقل عنه المازوني ثم الونشريسي في نوازلهما، وتوفي بفاس ودفن بباب الجيزيين سنة سبع وتسعين، قاله الونشريسي في وفياته. قلت: وهو والد العلامة أبي الفضل ابن الإمام الآتي في المحمدين.
٢١ - إبراهيم بن عبد اللَّه بن عمر الصنهاجي القاضي (١).
تفقه على البدر الغماري، وكان يحفظ الموطأ، وولي قضاء دمشق غير مرة أولها سنة ثمانن وسبعمائة، فلما جاء التوقيع ولم يقبل، وصمم على عدم الباشرة وامتنع من لبس الخلعة، فلم يزالوا به حتى قبل فولي في ربيع الأول سنة ثمان وثمانين وسبعمائة فباشر ثلاث سنين ومات في ربيع الأخير فجأة بعد أن خرج من الحمام، وقد ناهز ثمانين وهو صحيح البنية حسن الوجه كث اللحية، كان فاضلًا في علوم، ولد سنة عشر وسبعمائة وتوفي سنة ثمان وتسعين وسبعمائة، صح من الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة لابن حجر، ﵀.
٢٢ - إبراهيم بن موسى المصمودي التلمساني (٢).
الشيخ العالم الصالح الولي الزاهد أبو إسحاق، أحد شيوخ الإمام ابن مرزوق الحفيد، أفرد ترجمته بتأليف، قال الشيخ أبو عبد اللَّه بن صعد التلمساني في كتابه (النجم الثاقب): كان هذا الولي أحد من أُوتي الولاية صبيًا، وحل من رياسة العلم والزهد مكانًا عليًّا، عرّف به شيخ شيوخنا الإمام ابن مرزوق في جزء قال فيه: "ومن شيوخي الذين انتفعت بهم الإمام العالم العلامة المحقق المدرس رئيس الصالحين والزاهدين في وقته، ذو الكرامات المأثورة والديانة المشهورة الولي بإجماع، المجاب الدعوة إبراهيم المصمودي من صنهاجة المغرب قرب مكناسة، بها ولد ونشأ ثم طلب العلم، وأخذ بفاس عن جماعة من الأكابر كالإمام حامل راية الفقهاء في وقته موسى
_________
(١) انظر الدرر الكامنة وألف سنة من الوفيات ٢٢٨.
(٢) ألف سنة من الوفيات ١٣٤، البستان ٦٤، شجرة النور الزكية ١: ٢٤٩، اتحاف أعلام الناس ١: ٢٦٢.
1 / 54