قال : وما أعددت لها؟ قال : لا شيء إلا أني أحب الله ورسوله، فقال: أنت مع من أحببت» أخرجه البخاري ومسلم (3) لحكاية الثالثة والخمسون حكي أن هارون الرشيد كان يخلع على جواربه وغلمانه وعبيده كل سنة يوما ، جمعهم يوما في سنة من السنين ، ووضع أنواع الخلع من الحرير ، والديباج، والدنانير ، والدراهم ثم قال : من أراد شيئا من هذا فليضع يده عليه ، فوضع كل واحد منهم يده على ما أراد إلا جارية منهم لها حسن وجمال وأدب فإنها وضعت يدها على أس هارون فقال لها: لم تضعين؟ قالت : ألست أمرتنا أن يضع كل واحد منا يده ملى ما أراد ، فأنا ما أردت سواك، قال هارون : أنت مع من أحببت يا جارية ، أن ملكي لك، ثم أمر جوأريه كلهن بأمرها، وأعتقها. قلت : كذلك إذا أحب الله رسوله وحصل له جميع ما تمناه من دنياه وأعتقه من النار مولاه في عقباه ، وأعانه على ما يحب ، فمرضاه.
54 - الحديث الرابع والخمسون من ابن عباس رضي الله عنه قال : سمعت عمر وهو على منبر رسول اللصل يسخطب ويقول : «إن الله بعث محمدا بالحق فأنزل عليه الكتاب فكان فيما أنزل إليه آية الرجم فقرأناها، ووعيناها، ورجم رسول الله صلم، ورجم أبو بكر، ورجمت، ولولا كره أن أزيد في كتاب الله لكتبته في الصحف ، . ( 1 2 ) بشرح النووي .
أخرجه أبو داود(1) والترمذي 2 لحكاية الرابعة والخمسون حكي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : دخلت مسجد الكوفة فإذا أن بعمرو بن ميمون الأودي جالس والناس عنده فقال له رجل : حدثنا بأعجب شيء أيته في الجاهلية فقال : بينما أنا في حرث أهلي إذ رأيت قرودا قد اجتمعن ، فرأيت فردين فد اصطحبا فأدخلت القردة يدها تحت رأس القرد ، فاعتنقها واعتنقته ، إذ جاء قرد فغمزها ، فرفعت رأسها إليه ، فسلت يدها من تحت رأس القرد ومضيا غير بعيد مواقعها ، وأنا أنظر إليه، ثم جاءت إلى مكانها ، فذهبت لتدخل يدها تحت رأس لقرد فانتبه ، فقام إليها ، فشم دبرها ، فصاح فاجتمعت القردة فجعل يشير إليهم تتقرقوا وجاء بذلك القرد عرفه بعينه ، فانطلقوا بهما جميعا إلى موضع الرمال فحفروا هما حفرة ، ثم رجموهما حتى قتلوهما ، فوالله قد رأيت الرجم قبل أن يبعث محمد صل ي رواية عن ابن مسعود يعني الدمشقي أن للبخاري في الصحيح ، حكاية من رواية حصين عنه قال : رايت في الجاهلية قردة قد اجتمع عليها قرود ، قد زنت رجموها، فرجمتها معهم.
55 - الحديث الخامس والخمسون عن ابن عباس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلم : «من طاف بالبيت خمسين مرة رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه» . (3) أخرجه الترمذي الحكاية الخامسة والخمسون حكي عن محمد بن علي بن الحسين رضي الله عنهم أنه قال : كنت مع أبي صلي بن الحسين بمكة فبينما هو يطوف بالبيت وأنا وراءه ، إذ جاءه رجل ، فوضع يده على ظهر أبي ، فالتفت أبي إليه ، فقال الرجل : السلام عليك يا ابن بنت (1) سنن أبي داود (4537) .
(2) سنن الترمذي (143٠) .
(3) رواه الترمذي في سننه وقال حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
54 رسول الله ، إني أريد أن أسألك ، فسكت حتى فرغ من طوافه وصلاته ثم قال : حمد أين السائل? فأومأت إلى الرجل ، فجلس بين يدي أبي فقال له أبي : ع تسأل ? فقال : أسألك عن بدء هذا الطواف بهذا البيت ، لم كان وأين كان وحين كان وكيف كان؟ فقال له : نعم من أين أنت ? قال : من أهل الشام قال : يا أخا هل الشام احفظ ولا تروين عني إلا حقا ، أما بدء هذا الطهاف ، بهذا البيت ، فإن الله تبارك وتعالى قال للملائكة : (إن جاعل في الأرض خليفة) [البقرة : الآية 3٠ الت الملائكة : يا رب أخليفة من غيرنا من يفسد فيها ويسفك الدماء ويتحاسدون ، ويتباغضون أي رب اجعل ذلك الخليفة منا فنحن لا نفسد ، ول سفك الدماء ونطيعك ، ولا نعصيك . قال الله تعالى : لمران أعلم ما لا نعلمون) البقرة : الآية 30] فظنت الملائكة أن ما قالوا ردا على ربهم عز وجل وأنه غضب من فولهم ، ولاذوا بالعرش لغضبه ، وطافوا بالعرش ثلاث ساعات فنظر ليهم فنزلت الرحمة عليهم ، فوضع الله تعالى تحت العرش بينا على أربع أساطين من زبرجد ، وغشاهن بياقوتة حمراء وسمى ذلك البيت الضراح ، ثم قال الله تعالى للملائكة طوفوا بهذا البيت ، ودعوا العرش ، قال : فطافت بالبيت ، وتركوا العرش صار أهون عليهم ، هو البيت المعمور الذي ذكره الله يدخله في كل يوم وليله «سبعون ألف ملك» ولا يعودون فيه أبدا ثم إن الله تعالى بعث ملائكة فقال : ابنو ي بيتا في الأرض بمثاله وقدره فأمر الله تعالى أن يعودون ويطوف كل من خطت عليه من خلقي ، فيطوفون حوله ، كما طفتم بعرشي ، والبيت المعمور غفر لهم ، كما غفرت لكم ، فبنوا هذا البيت ، فقال الرجل : صدقت يا ابن بنت رسل الل صلم قلت : المراد بخمسين مرة في الحديث خمسون أسبوعا ، لأن نمسين مرة ما تستقيم إلا على الأسابيع ، ويدل عليه ما روى سعيد بن جبير عن بيه عن ابن عفان رضي الله عنه قال : قال سل الل لم: من طاف بالبيت خمين أسبوعا خرج من دنوبه كيوم ولدته أمه ، وليس المراد منه التوالي وسمعت ن بعض المشايخ يقول : من وجد في ديوان أعماله خمسون أسبوعا كاملا ، خرج ن ذنوبه كيوم ولدته أمه 2* 5 - الحديث السادس والخمسون عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلم قول: همنحجل ز وجل فلم يرفت ولم يفسق ، رجع كيوم ولدته أمه».
( نك جه البخاري ومسلم (2) الحكاية السادسة والخمسون حكي أن بعض الصوقية حج فلما رجع دخل على الشبلي فقال له الشبلي قدت الحج لله على شرائطه حين أحرمت? قال : نعم قال: فسخت بعقدك له كل عقد يخالف هذا العقد، قال : لا قال : ما عقدت تجردت من ثيابك قال : نعم قال : سمعت جوابك بتلبيتك، قال : لا قال : ما لبيت. قال : دخلت الحرم ؟ قال : نع قال : حرمت على نفسك الوقوع في كل محرم بعده ? قال : لا قال : ما دخلت الحر3 طفت بالبيت؟ قال: نعم قال : طالعت بقلبك عظمة من تطوف ببيته؟ قال: لا قال : ما لفت، قال : وقمت عند المقام، وصليت ركعتين؟ قال : نعم قال : رأيت مكانك من بساط الرحمة؟ قال : لا قال : ما قمت ولا صليت، دخلت الكعبة قال: نعم قال فرجت حين دخلتها عن كل معصية ? قال : لا قال : ما دخلتها شربت ماء زمزم? قال : نعم ، قال : نويت أنك تغسل حب الدنيا، ووسواس الشيطان من قلبك؟ قال قال : ما شربت ، وسعيت بين الصفا والمروة ? قال : نعم قال : سعيت بذلك بين الخوف والرجاء? قال : لا قال ما سعيت . خرجت ووففت بعرفات? قال : نعم قال : عرفت المراد منك في اطلاع الله على قلبك ? قال : لا قال : ما وقفت بعرفات وبت المزدلفة? قال : نعم قال : سكنت بها لرحمة الله تعالى؟ قال : لا قال : ما بت بها ووقفت بالمشعر الحرام؟ قال : نعم قال : استشعرت شعائر الولاية ? قال : لا قال : ما رقفت بالمشعر الحرام ، ورميت الجمار? قال : نعم قال : رميت بذلك عيوبك كلها ? بال : لا قال : ما رميت وحلقت رأسك? قال : نعم قال : نويت بذلك إسقاط لذنوب والآثام والأدناس كلها? قال : لا قال : ما حلقت ذبحت هديك ? قال : نع قال : نويت أنك ذبحت عدوك إبليس ? قال : لا قال : ما ذبحت رجعت إلى مكة طفت بالبيت الحرام? قال : نعم قال : نويت بذلك أنك رجعت عن كل مكروه منك? قال : لا قال : ما رجعت ، ولا حججت ولا طفت ، ولا سعيت لله تعالى بشرائطه ، ارجع فعليك العود إلى أداء حجك (1) صحيح البخاري (1443) - كتاب الحج . (( 2 57 - الحديث السابع والخمسون ن ابن مسعود رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلم يقول : «من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول الم الحرف ، ولكن ألف حرف ، ولام حرف ، وميم حرف» .
أخرجه الترمذي 31) لحكاية السابعة والخمسون حكي عن الأصمعي أن قال : رأيت أعرابيا في البادية وبيده سيف مسلول ، ظننت أنه سكران فقال لي : يا حضري انزع ثيابك، ولا تجعل بيتك خرابا بموتك، فقلت : أما تدري من أنا ? فقال ليس عند قطاع الطريق معرفة ، ولو عرفتك لأنكرتك لمعرفة فقلت له : أما تعرف أن الله تعالى يطالبك بما تفعل ، فقال : لا بد من رزق إن طالبني طالبته برزقي قلت : كأنك تطلب رزقك في الأرض فقال: أين أطلب، فقلت (وفي ألتماة ينقك وما توعدون لليخا) [الذاريات : الآية 22] قال : فرمى الأعرابي السيف من يده وقال : أستغفر الله رزقي في السماء، وأنا أطلبه في الأرض فإذا برفيفين حارين، وقصعة مرق بين يديه، فالتفت إلي وقال : هداك الله كما هديتي إلى الرزق قال : فتحيرت من شأنه وانصرفت باكيا، ثم لقيته بعد ذلك في الطواف فعرفني وقال : الست صاحبي في البادية ? قلت : نعم قال : من ذلك الوقت إلى يومي هذا ، كل يوم رغيفين وقصعة مرق من الفضة ، وعندي من هذه القصاع كثير ، قلت له : فلم لا تنفقها لى أهلك ؟ قال : لأني عاهدت الله تعالى ، لا أفعل شيئا إلا بأمره وما أمرني بشيء ث قال : زدني من هذا الشعر قلت : ما هو بشعر إنه كلام رب العالمين ثم قرأت (فوب ص وألأرض إنع لحق مثل ما أنكم تنطقون لللماه [الذاريات : الآية 23] فلما سمع ذلك تغير لونه وارتعدت فرائصه وقال : من ألجأه إلى اليمين حتى حلف، ثم وقع وتركته، إذا هو ميت وإذا بهاتف يقول : من أراد أن يصلي على ولي من أولياء الله فليصلي على هذا البدوي قال : فغسلناه، وصلينا عليه، ودفناه ثم رأيته بعد ذلك في منامي وهو على هيئة حسنة فقلت : بم نلت وبلغت هذه المنزلة? قال : ببركة القران واستماعه .
41 سنن تذي 291) 51 58 - الحديث الثامن والخمسون من عائشة رضي الله عنها أن يهودية دخلت عليها فذكرت عذاب القبر فقالت ها : أعاذك الله منه، فقالت عائشة: فسألت رسول الله صلم عن عذاب القبر، فقال لها : «نعم عذاب القبر حق قالت : فما رأيت رسول الله صلم بعد الصلاة إلا يتعوذ من ذاب القبر» خرجه البخاري ومسلم 1 لحكاية الثامنة والخمسون حكي عن محمد بن يوسف الفرغاني أنه قال : سمعت أبا سنان وكان رجلا هابا يدور في الجبال ببيت المقدس يقول : نزلت على رجل فقال : امض بنا نعزي جارا لنا مات أخوه ، فذهبت معه فإذا رجل جزع لا يقبل العزاء فقلت : يا هذا اتة لله، واعلم أن الموت سبيل لا بد لنا منه، وهو آت على الخلق أجمعين قال: قد علمت أن الأمر على ما يقول ولكني أجزع على ما يمسي أخي فيه ويصبح، فقلت : سبحان الله هل أطلعك الله على الغيب ! قال : لا ولكن دفنته وسويت عليه التراب، قيل لي : يا أبا عبد الله لا تنبشه، فرددت عليه التراب. فلما ذهب قال: أواه فقلت : أخي والله أخي ، ثم نبشت التراب فقيل لي : لا تفعل فرددت عليه كما كان فلما ذهبت أقوم فإذا هو يفول : أواه فقلت: والله لا زلت حتى أنبشه فنبشته، فإذا هو مطوق في وسطه بطوق وقد اشتعل القلب نارا فطمعت أن أقطع ذلك الطوق ، فضربت بيدي لأقطعه . فرأيت الأوزاعي فحدثته فقلت : يا أبا عمرو يموت اليهودي والنصران وغير ذلك من للكفار ولا يرى فيهم مثل هذا ، ويموت هذا على التوحيد والإسلام يرى هذا فيه قال : نعم أولئك لا شك أنهم من أصحاب النار ، وإنما يريكم الله هذ في أهل التوحيد ليعتبروا 44 59 - الحديث التاسع والخمسون من ابن عمر رضي الله عنه قال : «كان رسول الله صلم يعطيني العطاء فأقول : أعطه من هو أفقر إليه مني، قال : خذه إذا جاءك من هذا المال شيء وأنت غير مسرف ولا سائل فخذه فتوله، وإن شئت فكله، وإن شئت فتصدق به، وما لا فلا تتبعه نفسك».
صفحة غير معروفة