فإذن النوم بتكميل الرسم هو ترك الحى الثابت على طباعه فى الصحة استعمال الحواس بالطبع؛
فإن كان هذا كما قد قيل، فقد يظهر ما الرؤيا، إذ كان معلوما قوى النفس وكان منها قوة تسمى المصورة، أعنى القوة التى توجدنا صور الأشياء الشخصية، بلا طين، أعنى مع غيبة حواملها عن حواسنا، وهى التى يسميها القدماء من حكماء اليونانيين الفنطاسيا؛ فإن الفصل بين الحس وبين القوة المصورة أن الحس يوجدنا صور محسوساته محمولة فى طينتها؛ فأما هذه القوة فأنها توجدنا الصور الشخصية مجردة، بلا حوامل بتخطيطها وجميع كيفياتها وكمياتها.
وقد تعمل هذه القوة أعمالها فى حال النوم واليقظة، إلا أنها فى النوم أظهر فعلا وأقوى منها فى اليقظة؛
صفحة ٢٩٥