176

نواهد الأبكار وشوارد الأفكار = حاشية السيوطي على تفسير البيضاوي

الناشر

جامعة أم القرى

مكان النشر

كلية الدعوة وأصول الدين

من النقل أيضًا، وكان في ترك المفعول نوع إشارة إليه (١). وقال أبو حيان: " رب " على هذا القول اسم فاعل حذفت ألفه، فأصله راب، كما قالوا: رجل بار وبر (٢). قوله: (ولا يطلق على غيره تعالى). قال الشريف وغيره: يعنى به " غالبًا، وإلا فقد جاء في شعر الحارث بن حلزة (٣) يمدح ملكا: وَهُوَ الرَّبُّ وَالشَّهِيدُ عَلَيَّ يو. . . مِ الحِيَارَيْنِ وَالبَلاْءُ بَلاءُ (٤). قلت: الظاهر أن مراد المصنف نفي إطلاقه شرعا، والحارث من شعراء الجاهلية. وقال الشيخ سعد الدين: المراد أن لفظ الرب بدون الإضافة لا يذكر إلا في حق الله تعالى، بخلاف الجمع كـ " الأرباب " كما يقال: رب الأرباب، وفي التنزيل (أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ) [سورة يوسف ٣٩]. قوله: (إلا مقيدا كقوله (ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ) [سورة يوسف ٥٠]. قال الطيبي: هذا يرده ما رواه الشيخان عن أبي هريرة مرفوعًا " لا يقل أحدكم أطعم ربك، ولا وضئ ربك، ولا اسق ربك، ولا يقل أحدكم: ربي، وليقل: سيدي ". قال: وأما قول يوسف ﵇ (ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ) و(إِنَّهُ رَبِّي) * ونحوه فهو ملحق بقوله تعالى (وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا) [سورة يوسف ١٠٠] في الاختصاص بزمانه. قلت: جوابه أن النهي في الحديث للتنزيه. قوله: (والعالم اسم لما يعلم به كالخاتم). قال الشريف: يريد كما أن الخاتم - مع كونه مشتقا من الختم - اسم لما يختم

* الراجح عند المحققين أن الضمير في قول يوسف ﵇ (إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ) يعود على الله ﵎ وليس على العزيز. والله أعلم.

1 / 177