عن الناس لو مد في عمره
وكنت إذا جئته زائرا
فأمري يجوز على أمره
عمر بن الخطاب وأم كلثوم
قال أنس بن مالك: خرج أمير المؤمنين عمر بن الخطاب في ليلة من الليالي في الظلمة يطوف لافتقاد أحوال المسلمين؛ فرأى بيتا من الشعر مضروبا لم يكن قد رآه بالأمس، فدنا منه فسمع أنين امرأة، ورأى رجلا قاعدا، فدنا منه، وقال له: من الرجل؟ فقال: من أهل البادية، قدمت إلى أمير المؤمنين أصيب من فضله. قال: فما هذا الأنين؟! قال: امرأة تتمخض وقد أخذها الطلق. قال: فهل عندها أحد؟ قال: لا. فانطلق عمر والرجل لا يعرفه فجاء إلى منزله، فقال لامرأته أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب: هل لك في أجر قد ساقه الله إليك؟ فقالت: وما هو؟ قال: امرأة تتمخض وليس عندها أحد. قالت: إن شئت. قال: خذي ما يصلح للمرأة من الخرق والدهن، وجيئيني بقدر وشحم وحبوب. فجاءت، فحمل القدر، ومشت خلفه حتى أتى البيت، فقال: ادخلي إلى المرأة. وجاء حتى قعد إلى الرجل، فقال: هات لي نارا. ففعل، فجعل عمر ينفخ النار ويضرمها تحت القدر حتى أنضجها، وولدت المرأة، فقالت أم كلثوم: يا أمير المؤمنين، بشر صاحبك بغلام، فلما سمع الرجل قولها: «يا أمير المؤمنين» ارتاع لذلك، وقال: يا أمير المؤمنين؟! وا خجلتاه منك! أهكذا تفعل بنفسك؟! فقال: يا أخا العرب، من ولي شيئا من أمور الناس ينبغي أن يتطلع على صغير أمرهم وكبيره؛ فإنه مسئول عنه، ومتى غفل عنهم خسر الدنيا والآخرة. ثم قام عمر وأخذ القدر عن النار، وحملها إلى باب البيت، فأخذتها أم كلثوم، وأطعمت المرأة، فلما استقرت وأسكنت، طلعت أم كلثوم، فقال للرجل: قم إلى بيتك، وكل ما بقي في القدر، وفي غد ائت إلينا. فلما أصبح جاءه، فجهزه بما أغناه وانصرف.
عمر بن الخطاب والمرأة
كان عمر بن الخطاب يعس المدينة، فمشى حتى أعيا فاتكأ إلى جدار؛ فإذا امرأة تقول لابنة لها صغيرة: قومي إلى ذلك اللبن فامزجيه بالماء. فقالت: يا أماه، أوما علمت ما كان من عزم أمير المؤمنين؟ قالت: وما كان من عزمه؟ قالت: إنه أمر مناديه فنادى أن لا يشرب اللبن بالماء، فقالت: امزجيه فإنك بموضع لا يراك عمر ولا منادي عمر! فقالت الصبية: والله ما كنت لأطيعه في الملأ وأعصيه في الخلا.
عمر بن الخطاب وعمرو بن معدي كرب
سأل عمر بن الخطاب عمرو بن معدي كرب فقال: ما تقول في الرمح؟ قال: أخوك وربما خانك. قال : فالنبل؟ قال: منايا تخطئ وتصيب. قال: فالدرع؟ قال: مشغلة للفارس، متعبة للراجل، وإنها لحصن حصين. قال: فالترس؟ قال: مجن وعليه تدور الدوائر. قال: فالسيف؟ قال عنده: ثكلتك أمك، قال عمر: بل أنت.
رسول قيصر وعمر بن الخطاب
صفحة غير معروفة