أو يسبقاه على ما كان من مهل
فمثل ما قد ما من صالح سبقا
فقال المنصور: ما رأيت مثله مخلصا، مدحه وأرضاني.
إبراهيم بن هرمة والمنصور
يحكى عن المنصور أن الربيع بن يونس حاجبه قال له يوما: يا أمير المؤمنين، إن الشعراء ببابك وهم كثيرون، وقد طالت أيام إقامتهم، ونفدت نفقاتهم. فقال: اخرج إليهم، واقرأ عليهم السلام، وقل لهم: من مدحنا منكم فلا يصفنا بالأسد؛ فإنما هو كلب من الكلاب، ولا بالحية؛ فإنما هي دويبة سيئة تأكل التراب، ولا بالحلي؛ فإنما هي حجر أصم، ولا بالبحر؛ فإنه ذو مخاوف، فمن كان ليس في شعره شيء من هذا فليدخل، ومن كان في شعره شيء من هذا فليصرف، فانصرف كلهم إلا إبراهيم بن هرمة؛ فإنه قال: أدخلني. فأدخله، فلما مثل بين يديه قال: يا ربيع، قد علمت أنه لا يجيبك أحد غيره، هات يا إبراهيم: فأنشده القصيدة التي أولها:
سرى نومه عني الصبا المتحامل
وأذن بالبين الحبي المزايل
حتى انتهى إلى قوله:
له لحظات في حقافي سديره
إذا كر ها فيها عقاب ونائل
صفحة غير معروفة