فقالوا لنا ما أقصر الليل عندنا
وذاك لأن النوم يغشي عيونهم
سراعا ولا يغشي لنا النوم أعينا
إذا ما دنا الليل المضر بذي الهوى
جزعنا وهم يستبشرون إذا دنا
فلو أنهم كانوا يلاقون مثلما
نلاقي لكانوا في المضاجع مثلنا
قال: فأخذ الغناء بقلبي ولم يدر لي منه حرف، فقلت: يا جارية ما أدري أوجهك أحسن أم غناؤك، فلو شئت أعدت، قالت: حبا وكرامة، ثم أسندت ظهرها إلى جدار وانبعثت تغنيه، فما دار لي منه حرف فقلت لها: لو تفضلت مرة أخرى، فارتدت إلى الوراء وقالت: أليس عجيب أن أحدكم يجيء إلى الجارية عليها الضريبة فيشغلها ، فضربت يدي إلى الدراهم الثلاثة فدفعتها إليها فأخذتها وقالت: تريد مني صوتا أحسبك تأخذ به ألف دينار وألف دينار وألف دينار ثم غنت ففهمته، ثم سافرت إلى بغداد فآل الأمر إلى أن غنيت الرشيد بهذا الصوت فرمى لي بثلاثة أكياس، فتبسمت فقال: مم تبسمت؟ فأخبرته خبر الجارية فعجب من إصابتها.
هارون الرشيد والعباس بن الأحنف
قال هارون الرشيد في الليل بيتا وأراد أن يشفعه بآخر فامتنع القول عليه فقال: علي بالعباس بن الأحنف، فلما طرق ذعر وخاف أهله، فلما وقف بين يدي الرشيد قال: وجهت إليك لبيت قلته ورمت أن أشفعه فامتنع القول علي، فقال: يا أمير المؤمنين دعني حتى ترجع نفسي إلي فإني قد تركت عيالي على حال من القلق عظيم ونالني من الخوف ما يتجاوز الحد والوصف فانتظر هنيهة ثم أنشد الرشيد:
صفحة غير معروفة