إحصائي عسكري - لم يزد ثمن كل شيء؛ فقد دل الإحصاء أن قتل رجل في الحروب الماضية كان يكلف القاتلين ثلاثة آلاف جنيه، أما الآن فلا يكلف أكثر من ثلث هذا القدر. •••
أرسل ضابط فرنسوي ستة عساكر للاستطلاع والاستكشاف في إحدى القرى على الدراجات، فلما وصلوا إلى القرية سألوا أهلها عن الأعداء فأكدوا لهم أنه لا يوجد ألماني واحد في القرية وفي الجوار، فتركوا دراجاتهم وقصدوا خمارة لتناول كأس من المشروب فلما دخلوا الخمارة وجدوا فيها ستة من الجنود الألمان، وقد ملئت لهم كئوس البيرة وألقوا بنادقهم في زاوية الخمارة، فهبوا عند رؤية الفرنسويين إلى بنادقهم ولكن الفرنسويين صوبوا إليهم بنادقهم وأمروهم بالوقوف فوقفوا، ثم أخذ الفرنسويون بنادقهم وسلاحهم وجالسوهم إلى أن أتموا شرب كئوسهم وأخذوهم أسرى حرب. •••
الحرب في الجو: طار الطيار ورنر الحربي الذي كان أول طيار ألماني طار فوق باريس وألقى القنابل عليها حلق في الجو ذات يوم حتى رأى الجيوش الإنكليزية في أماكنها بفرنسا ورسمها رفيقه ورسم مواقعها وأدارا طياراتهما ذات السطح الواحد ليرجعا بها، فلم يشعرا إلا وطيارة بريطانية ذات سطحين تحلق فوقهما على علو ألف قدم منهما، انقضت انقضاض النسر الخاطف حتى لم يبق بينهما وبين العدو غير 500 قدم، وكانت طيارة العدو بجانبها كالعصفور بجانب الباشق، وترامى الفريقان برصاص المسدسات وللحال أدركتهما طيارة من طرز بلاريو وحمي وطيس القتال في الجو وأسرعت جنود الألمان على الأرض لإغاثة طيارتهم وجعلوا يطلقون بنادقهم على الطيارتين الإنكليزية والفرنسوية حتى كان الرصاص يدوي بجانبهما من كل جانب فارتفعتا في الجو حتى غابتا عن البصر ولم تصابا بضرر. •••
كان بعض من الفرسان الإنكليز مرابطين في عزبة واقعة وراء الخطوط البريطانية في فرنسا فدنا فارس على غير انتباه من كومة كبيرة من التبن كان أهل العزبة قد كوموه أكواما كما يفعل الفلاحون هنا - فتناول جواد الفارس بأسنانه حفنة من التبن وإذا تحت التبن حاجز من العيدان سقط وظهر رجل مختبئ في فرضة كبيرة في جوف الكومة ومعه جهاز تليفون كان يخاطب به مركز قيادته - فقبض الإنكليز عليه وأعدموه رميا بالرصاص جزاء خيانته. •••
صوروا إمبراطور ألمانيا وإمبراطور النمسا وقدر ركبا دبا يمثل روسيا ظنا منهما أنه في سبات عميق لا يستفيق منه فطال جلوسهما على ظهره، أما إمبراطور ألمانيا فإنه لا يزال يخشى جانب الدب، وقد التفت إلى زميله ودار بينهما الحديث الآتي:
ولهلم :
استرحت الآن من هذا الوحش الهائل ولكني متأهب للقضاء عليه إذا عاد يتحرك.
كارل :
أخشى أن تعود إليه الحياة فيلقينا عن ظهره، ثم يداعبنا ويحاول افتراسنا. •••
كانت إحدى الطيارات الإنكليزية التي تراقب مواقع مدافع الأعداء وترشد رجال المدفعية الإنكليز إليها، كانت ذات يوم تقوم بعملها وإذا بست طيارات معادية قد هاجمتها فأبى قائدها أن يفر منهن، وقاتلهن حتى قنص واحدة منهن فهبطت بين الصفوف الإنكليزية، ثم أنجدتها طيارة رأتها تقاتل الطيارات الألمانية الخمس فهزماتهن وعادت الطيارة المنجدة إلى ميدان الطيران لأخذ ما يلزمها من الذخيرة، أما الأولى فرئيت في اليوم التالي في حقل بعيد وقائدها والمراقب ميتان، وتبين أنهما قتلا والطيارة محلقة بهما فظلت طائرة من تلقاء نفسها ساعات، ثم هبطت في الحقل المشار إليه. •••
صفحة غير معروفة