لما رأيت كؤوس البعد قد ملئت
والدهر من صرفها بالقهر يسقينا
مزجتها بجميل الصبر معتذرا
وعنكم الآن ليس الصبر يسلينا
فلما فرغت من شعرها ركبت وساروا بها يقطعون القفار حتى وصلوا إلى مكان منفرد أمام شاطئ نهر، فنصبوا لها خيمة هناك ووكلوا بها بعض الخدم، فلما أظلم الظلام تذكرت حالها وكيف فارقت أطلال الحبيب، فسكبت العبرات وأنشدت تقول:
جن الظلام وهاج الوجد بالسقم
والشوق حرك ما عندي من الألم
ولوعة البين في الأحشاء قد سكنت
والفكر صيرني في حالة العدم
والوجد أقلقني والشوق أحرقني
صفحة غير معروفة