خرجت بثينة يوما وكانت النساء إذ ذاك يتزين ويجتمعن ويدنو بعضهن لبعض ويبدون للرجال في كل عيد، فجاء جميل فوقف على بثينة وأختها أم الحسين في نساء من بني الأحب فرأى منهن منظرا لطيفا فقعد معهن ثم انصرف وكان معه فتيان من بني الأحب، فعلم أن القوم قد عرفوا في نظره حب بثينة ووجدوا عليه، فراح وهو يقول:
عجل الفراق وليته لم يعجل
وجرت بوادر دمعك المتهلل
طربا وشاقك ما لقيت ولم تخف
بين الحبيب غداة برقة مجول
وعرفت أنك حين رحت ولم يكن
بعد اليقين وليس ذاك بمشكل
لن تستطيع إلى بثينة رجعة
بعد التفرق دون عام مقبل
ثم قال فيها بيتين من قصيدة يصفها بها:
صفحة غير معروفة