233

نثر الدر

محقق

خالد عبد الغني محفوط

الناشر

دار الكتب العلمية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٤هـ - ٢٠٠٤م

مكان النشر

بيروت /لبنان

الْأَمر إِلَيْك، وَالْأمة تحْتَاج إِلَى من يَأْكُل الجشب ويلبس الخشن، ويركب الْحمار، وَيعود الْمَرِيض. قَالَ: وَكَانَ الرِّضَا ﵁ مُتكئا فَاسْتَوَى جَالِسا، ثمَّ قَالَ: كَانَ يُوسُف نَبيا يلبس أقبية الديباج المزررة بِالذَّهَب، وَيجْلس على متكآت آل فِرْعَوْن وَيحكم؛ إِنَّمَا يُرَاد من الإِمَام قسطه وعدله؛ إِذا قَالَ صدق، وَإِذا حكم عدل، وَإِذا وعد أنْجز؛ إِن الله تالى لم يحرم لبوسًا وَلَا مطعمًا، وتلا: " قل من حرم زِينَة الله الَّتِي أخرج لِعِبَادِهِ والكيبات من الرزق ". مُحَمَّد بن عَليّ بن مُوسَى ﵁ تذكر المتَوَكل فِي عِلّة إِن وهب الله لَهُ الْعَافِيَة أَن يتَصَدَّق بِمَال كثير، فعوفى، فَاحْضُرْ الْفُقَهَاء واستفتاهم، فَكل مِنْهُم قَالَ شَيْئا إِلَى أَن قَالَ مُحَمَّد ﵁: إِن كنت نَوَيْت الدَّنَانِير فَتصدق بِثَمَانِينَ دِينَارا، وَإِن كنت نَوَيْت الدَّرَاهِم فَتصدق بِثَمَانِينَ درهما. فَقَالَ الْفُقَهَاء: مَا نَعْرِف هَذَا فِي كتابٍ وَلَا سنة، فَقَالَ: بلَى. قَالَ الله ﷿: " لقد نصركم الله فِي مَوَاطِن كثيرةٍ ". فعدوا وقائع رَسُول الله ﷺ فَفَعَلُوا فَإِذا هِيَ ثَمَانُون. هَذِه الْقِصَّة إِن كَانَت وَقعت للمتوكل فَالْجَوَاب لعَلي بن محمدٍ. فَإِن مُحَمَّدًا لم يلْحق أَيَّام المتَوَكل، وَيجوز أَن تكون لَهُ مَعَ غَيره من الْخُلَفَاء. وَأَتَاهُ رجل فَقَالَ: أَعْطِنِي على قدر مروءتك، قَالَ: لَا يسعني، قَالَ: فَقَالَ على قدري، قَالَ: أما ذَا فَنعم، يَا غُلَام؛ أعْطه مِائَتي دِينَار.

1 / 253