نتائج الفكر في النحو للسهيلي

أبو القاسم السهيلي ت. 581 هجري
185

نتائج الفكر في النحو للسهيلي

الناشر

دار الكتب العلمية

مكان النشر

بيروت

بعدهم ومنه قولهم: " بَوَّبتُ الكتاب بابًا بابًا " و" قَسَمت المالَ درهمًا درهمًا "، ليس على إضمار حرف العطف، ولو كان كذلك لانحصر الأمر في " درهمين وبابين " وأما ما احتجوا به من قوله سبحانه: (وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ) . فليس على معنى الواو كما توهموه. ولكن جواب إذا في قوله: قلت: لا أجد، وقوله تعالى: (تولوا وأعينهم) إخبار عنهم وثناء عليهم، لأنها نزلت في قوم مخصوصين، وهم سبعة ذكرهم ابن إسحاق وغيره، والكلام غير محتاج إلى العطف بالواو، لأنه مرتبط بما قبله كالتفسير له. وبلغني عن بعض أشياخنا الجلَّة أنه جعل من هذا الباب قول عمر بن الخطاب ﵁: " لا يَغُرنك هذه التي أعجبك حسنها حب رسول الله ﷺ لها ". وقال: المعنى: حسنها وحب رسول الله ﷺ لها. وبلغ الاستحسان بالسامعين لهذا القول إلى أن علقوه في الحواشي من كتاب الصحيح للبخاري، رحمه الله تعالى وليس الأمر كذلك، ولكن الحبَّ بدلٌ من قوله (هذه) بدل اشتمال في موضع رفع.* * * مسألة (في أن " الواو " لا تدل على الترتيب ولا التعقيب) تقول: صمت رمضان وشعبان، وإن شئت: شعبان ورمضان. بخلاف الفاء وثم إلا أنهم يقدمون في كلامهم ما هم به أهم، وهو ببيانه أعنى، وإن كانا جميعا

1 / 208