رسول الله صلى الله عليه وآله زفاف العروس (26) والنبي صلى الله عليه وآله ثمة لقي بين أولئك المولهين والمولهات من الطيبين والطيبات، فما وسع أمير المؤمنين عليه السلام حينئذ الا التمثيل بقول القائل ؟ وأصبح أقوام يقولون ما اشتهوا * ويطغون لما غال زيدا غوائل (27) - وكان عليه السلام على علم من تصميم القوم على صرف الامر عنه، وانه لو نازعهم فيه لنازعوه، ولو قاتلهم عليه لقاتلوه، وان ذلك يوجب التغرير في الدين والخطر بالامة، فاختار الكف احتياطا على الاسلام، وايثارا للصالح العام، وتقديما للاهم على المهم، عهد معهود من رسول الله صلى الله عليه وآله. صبر امير المؤمنين على تنفيذه وفي العين قذى، وفي الحلق شجى (1). نعم قعد في بيته ساخطا مما فعلوه، حتى أخرجوه كرها (28) احتفاظا بحقه المعهود به إليه
---
(26) نص على زفافه الزبير بن بكار في الموفقيات كما في ص 8 من المجلد الثاني من شرح النهج (منه قدس). وج 6 / 19 ط مصر بتحقيق أبو الفضل. (27) نقل تمثله بهذا البيت أبو بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهرى في كتاب - السقيفة - كما في ص 5 من المجلد الثاني من شرح النهج الحميدى (منه قدس). شرح نهج البلاغة لابن أبى الحديد ج 6 / 14 بتحقيق أبو الفضل. (1) وتفصيل هذه الامور كلها في رسالتنا - فلسفة الميثاق والولاية - وحسبك المراجعة 82 و84 من كتابنا - المراجعات - فان فيهما من التفصيل ما يثلج الغليل. وكذلك التنبيه المعقود في الفصل الثامن من - فصولنا المهمة - فراجع (منه قدس). (28) أخرج أبو بكر الجوهرى في كتاب السقيفة - كما في ص 19 من المجلد الثاني من شرح النهج الحميدى - عن الشعبى حديثا قال فيه: فانطلق عمر وخالد بن الوليد إلى بيت فاطمة فدخل عمر ووقف خالد على الباب، فقال عمر للزبير: ما هذا =
--- [21]
صفحة ٢٠