154

قتل رجلا مسلما فاقتله به. فقال: ما كنت لاقتله به فانه تأول فأخطأ. قال: فاعزله. قال: ما كنت لاشيم سيفا سله الله عليهم. واسترسل ابن خلكان فيما هو حول هذه القضية فذكر وقوف متمم بن نويرة بحذاء ابي بكر، متكئا على سية قوسه ينشد قوله: نعم القتيل إذا الرياح تناوحت * خلت البيوت قتلت يا ابن الازور - أدعوته بالله ثم غدرته * لو هو دعاك بذمة لم يغدر - قال: وأومأ إلى ابي بكر، فقال ابو بكر: فوالله ما دعوته ولا غدرته. ثم أنشد: ولنعم حشو الدرع كان وحاسرا * ولنعم مأوى الطارق المتنور - لا يمسك الفحشاء تحت ثيابه * حلو شمائله عفيف المئزر - ثم بكى وانحط عن سية قوسه (182). إلى آخر ما في وفيات الاعيان من هذا الموضوع. وقد ذكر من شجاعة مالك وحفيظته وسخائه ومكانته ما يجدر بالباحثين أن يقفوا عليه. وممن ذكر مالكا من اهل المعاجم واثبات السير والاخبار، ابو الفضل احمد بن علي المعروف بابن حجر العسقلاني في القسم الاول من الاصابة في تمييز الصحابة (1). فقال: (مالك) ابن نويرة بن حمزة بن شداد بن عبد بن ثعلبة بن يربوع التميمي اليربوعي يكنى ابا حنظلة ويلقب بالجفول

---

(182) وفيات الاعيان ج 6 / 15، المختصر لابي الفداء ج 1 / 158. (1) وذكره الطبري في معجمه فقال - كما في ترجمة متمم من الاستيعاب -: مالك بن نويرة بن حمزة التميمي بعثه النبي صلى الله عليه وآله على صدقة بنى يربوع وكان قد أسلم هو وأخوه متمم. الخ (منه قدس).

--- [137]

صفحة ١٣٦