الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم

أبو بكر ابن العربي ت. 543 هجري
22

الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم

محقق

رسالة دكتوراة للمحقق

الناشر

مكتبة الثقافة الدينية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٣ هـ - ١٩٩٢ م

تصانيف

الله: أما القول بأن الضمير يرجع إلى الإطعام فهو قول ضعيف لن الضمير إنما يرجع إلى ما بعده لضرورة لا يمكن غيرها كقول الشاعر: جزى ربه عني عدي بن حاتم ... جزاء الكلاب العاويات وقد فعل فصرف الضمير في الرب إلى المتأخر الذكر لأنه لم يمكن غيرة وإن كان جاء ذكره بعد ذلك، وأما قوله تعالى: ﴿فأصلح بينهم﴾ فإنما يرجع إلى متقدم الذكر في الكلام لأنه قال: ﴿فمن خاف من موص جنفا﴾ فاقتضى قوله سبحانه ﴿من موص﴾ موصى عليه وموصى به، والموصى إليه المقتضى هاهنا هم الوالدان والأقربون الذين تقدم ذكرهم، فرجع الضمير إليهم في قول: (بينهم) وهذا لا خفاء به على الشاذين فضلا عن الراسخين. وأما من قال يطوقونه بضم الياء وبفتحها وكذلك ما ينسب إلى ابن عباس ﵁ فلا يعول عليه لأنه شاذ لا (يوجب علما ولا) عملا لاتفاق الأمة على رفضه في ذلك. وأما من قال إنه مبين لحكم القادرين الأصحاء الحاضرين أن من شاء صام منهم ومن شاء أفطر ثم نسخه قول: ﴿فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر﴾ لأنه معارض له إذ الناس على قسمين: مسافر وحاضر، والحاضر على قسمين: مريض وصحيح. فخرج البيان في المريض والمسافر بعدة من أيام أخر، وبقي الصحيح القادر المقيم على رسم الازام، فهذا بحكم

2 / 22