وقد قال سبحانه: (سَأَصرِفُ عَنءَاياتِيَ الَّذَينَ يَتَكَبَرون في الأَرض بِغَيرِ الحق) وقال: (كَذَلِكَ يَطبَعُ اللَهُ عَلى كُلِ قَلبٍ مُتَكَبِرٍ جَبَّار) وقال فيما يرويه عنه نبينا ﷺ (الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني واحدا منها قصمته) وقال ﵊: (بريء من الشح من أقرى الضيف وأدى الزكاة، وأعطى في النائبة) وقال ﷺ: (إذا حسدت فلا تبغ وإذا تطيرت فامض وإذا ظننت فلا تحقق)، وقال للذي اختصر له في الوصية: (لا تغضب) .
والخواطر أربعة: رباني، ونفساني، وهما ثابتان، وشيطاني وملكي، وهما مترددان. فالرباني: غالبا بالخير وفي التوحيد الخاص ومعه برودة.
وبالشر عقب ذنب عقوبة.
والخلاص منها، باللجأ إلى الله تعالى.
والنفساني.
بالخير، مع عجلة، وعمى عن العاقبة، وأمن من الغوائل. وبالشر، لا عقب ذنب.
ويدفعه اللجأ إلى الله.
والشيطاني يضعفه الذكر.
والملكي يقوى به، ومعه أدلة واضحة، وبرودة في انشراح ولا يأمر الملكي بشر أبدا.
والشيطاني من خلف القلب محتضنه ووجهه إلى الظهر، والملكي على يمينه.
ولا يميز الخواطر على الحقيقة، إلا من علم ما يدخل جوفه، وقد قالوا من ترك شهود لله سبع مرات لم يبتل بها، والله أكرم من أن يعذب قلبا بشهوة تركت لأجله، وقال الحسن: من كانت ذنوبه في شهوة فارج له التوبة، ومن كانت في الكبر فلا ترج له توبة، والدليل على ذلك آدم وإبليس.
وقال ﵊: (خصلتان ليس يوفيهما شيء من الخير، حسن الظن بالله، وحسن الظن بعباد الله، وخصلتان ليس فوقها شيء من الشر سوء الظن بالله، وسوء الظن بعباد الله) وقال الحسن: لما سألت عليا كرم الله وجهه، ما صلاح الدين قال الورع، وما فساده؟ قال: الطمع، وقال إبراهيم بن أدهم ﵁: كثرة الحرص والطمع تورث الغم والجزع، وقلة الحرص والطمع تورث الصدق والورع.
وأخلاق القلب كثيرة وفيما ذكرته كفاية.
وفرائضها مجردة عن غيرها ستة: اعتقاد الإيمان، وتجنب الكفر، واعتقاد السنة، وتجنب البدعة، واعتقاد الطاعة، وتجنب المعصية نسأل الله العصمة منه وكرمه.
الغصن السابع المحارم البطشية والمحارم البطشية: الضرب باليدين، والرجلين، والقتل، والسرقة، وتناول ما لا يحل النظر فيه ولا تناوله، وكتب ما لا يجل كتبه والنظر فيه، وإعانة الظلمة والمشي لأبوابهم، والسعي في كل المحرمات، والفرار من الزحف، ولبس ما لا يحل لبسه، كنعال الذهب والفضة، والمحلى بهما إلى غير ذلك.
ومن المحرمات الشائعة في البدن عقوق الوالدين، بغضا واعتراضا بالقلب، وباللسان أن يقول لهما: أف فما فوقها من القبيح، وبالعين شررهما، وبالأذن غيبتهما، وباليد ضربهما فما دونه، وبالرجل الفرار منهما فما بعده.
وشم رائحة المرأة والصبي، كالكلام لهما، وسماع الحديث عليهما، والشيخ والمعلم، كالوالد والصديق، وبالله التوفيق.
وقد سئل ابن عمر عن رجل في مال أخيه شبهة، ولم ترض عنه أمه، إلا بأكله، فقال: يأكل في رضى أمه، وقال الحسن لرجل سأله عن أمه وهي تمنعه عن صلاة العشاء في الجماعة، فقال: لا تسمع لها، قال شيخنا القوري ﵀: وهذا إذا كان شفقة ورحمة لا خوفا.
المطلب الثالث
النية على عدم العودة
أما النية فلها أعمال تخصها: منها المداومة في الأعمال، ومراقبة الله في السر والعلانية، وإدامة الإستغفار، حتى تنمحي آثار المعصية من قلبه، ثم الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله ليه وسلم، حتى يتنور قلبه، فإذا تنور صار له حكم أهل العناية، ويتم له ذلك بصحبة الصالحين، والمشايخ المهتدين.
ومن عسرت عليه التوبة، فليكثر من قراءة إذا جاء نصر الله والفتح.
ومن عسر عليه قياد نفسه فليكثر من قوله حسبنا الله ونعم الوكيل. ومن أراد الإخلاص فليكثر من قراءة قل هو الله أحد، وليقل كل يوم: اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم، وأستغفرك لما لا أعلم ثلاثا صباحا وثلاثا مساء، ويذكر سيد الاستغفار دائما، وهو: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك.
واتباع السنة، والصلاة في الجماعة، عصمة من الانقلاب.
1 / 15