ويبنوا المستقبل المنشود لها ، فما أقبح من يهدم الماضي مدعيا أن ما عنده من الحاضر يكفيه لحياة لا انفصال فيها بين ماض وحاضر ومستقبل.
وهذا ما صنعه الإمام المحدث المؤرخ وجيه الدين عبد الرحمن بن علي بن محمد بن الديبع الشيباني الشافعي في كتابه (نشر المحاسن اليمانية في خصائص اليمن ونسب القحطانية)، فقد عاش في القرنين التاسع والعاشر للهجرة ، وبلاد العرب والإسلام تعيش في عصر مضطرب يمتلئ بالأحداث الجسام ، وتتصارع فيه الأفكار والأقوام.
فما العصر؟ ومن المؤلف؟ وما الكتاب؟
* عصر المؤلف ابن الديبع ومجمل الأحداث فيه (1)
امتدت حياة المؤلف حوالي (79) عاما هجريا من عام (866 944 م) (1461 1537 م)، فشهد عصرا مضطربا تزاحمت فيه الأحداث العالمية ، سياسيها وعسكريها ومدنيها واجتماعيها ، على بلاد العرب والإسلام عامة ، وعلى بلاد اليمن خاصة ، وعلى الأسر الحاكمة في اليمن على الوجه الأخص.
فقد شهد المؤلف في اليمن حكم الدولتين الظاهرية والناصرية ، ثم رأى تدخل العثمانيين في شؤون اليمن حتى صارت فيما بعد ، ولاية تابعة لهم معاكسة عنيدة.
* أ
قامت الدولة الطاهرية بين عامي (855 923 ه) (1451 1517 م)، فترعرع المؤلف وشب في ظلها ، ورأى نهايتها ، وكان قد أنشأها قبل ولادته بحوالي عقد من الزمن ، مؤسسها الأول طاهر بن معوضة ، الذي كان ينسب نفسه للأمويين من قريش ، ويحظى بحماية الملك الناصر أحمد الرسولي ويساعده في تثبيت ملكه كل من ولديه :
صفحة ٧