وكذلك ورد : «عن عبد الله بن عمرو بن العاصي قال : بينما نحن حول رسول الله صلى الله عليه وسلم نكتب إذ سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي المدينتين تفتح أولا ، القسطنطينية أو رومية؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مدينة هرقل تفتح أولا ، يعني قسطنطينية» (12).
وقد فتحت القسطنطينية وتحققت فيها نبوءة الصادق المصدوق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا بد أن تتحقق في رومية بقية النبوءة. ولكنا لا نزال ننتظر صحوة المسلمين وعودتهم إلى كتاب الله وسنته ، لتتحقق على أيديهم تمام النبوءة بفتح رومية ، فيعود العدل والسلام إلى أرجاء عالمنا المضطرب المليء بالمظالم والحقد.
وقد حول السلطان محمد الفاتح اسم القسطنطينية إلى (إسلامبول) أي مدينة الإسلام أو تخت الإسلام ، وهي ما تسمى (الآستانة) أو (إستانبول).
وحفظ التاريخ للرجل موقفه هذا في الدفاع عن الإسلام وانتصاره على الروم ، الذي جاء بعد سنتين من توليه سدة الحكم سنة (855 ه 1451 م) وهو ابن اثنين وعشرين عاما ، يضج عزما وشبابا.
وظن ملك الروم قسطنطين التاسع أن باستطاعته التحكم بأمر هذا الشاب وفرض الهيمنة عليه ، فأرسل إليه يتهدده ، ويطالبه بمضاعفة مبلغ الجزية السنوية التي كانت تدفع له ، فكان الرد عليه بفتح القسطنطينية ، أبلغ رد وأقواه.
وخلف السلطان محمدا الفاتح من بعده السلطان بايزيد الثاني (13).
2 السلطان بايزيد الثاني (... 918 ه) (... 1512 م):
وقد أدرك ابن الديبع فترة حكمه كلها التي استمرت بين عامي (886 918 ه) (1481 1512 م)، وهو ثامن سلاطين بني عثمان الذين حكموا قبله حسب الترتيب التالي :
1 عثمان الأول (679 725 ه) (1281 1324 م).
2 أورخان (725 761 ه) (1324 1360 م).
صفحة ١٥