هدير العاصفة تكسر شتاء ضعيف نبتك يمثل جلال رواسيك الشوامخ وقد وقفت صامتة تهزأ بالدهور.
والثلوج على نواصيك تذوب في قلبك وتغور لتتفجر من عيونك أنهارا وينابيع، رموز أزلية لناموس التجدد الكامن فيك، والنبات الأصفر الذابل اليابس على جوانب طرق العربات دليل على وجود الحياة في تلافيف تربتك يا لبنان.
حتى واللثام على رءوس العذارى مثال أبدي للفضيلة الكامنة في نسائك، والفضيلة في نسائك هي دعامة حياة بنيك يا لبنان. •••
هل أعيش لأرى الحياة تدب بين بنيك؟
رأيت الموت ناشرا أجنحته السود فوق كل ذي حياة فيك!
رأيت الحياة تتمرغ في الأقنية والأقذار، رأيت الشبيبة تمشي إلى الفناء وقد مات فيها نشاط الإنسان.
رأيت الأطفال تقطع من كبد الإنسانية وترمى في سلسلة الحيوان.
وآه! كم تفتتت نفسي على ما كان يجري فيك يا لبنان!
فتحت عيني للنور وكانت أغاني طفوليتي أهوال سنة الستين، ففزعت لبني أمي، ونشأت نافرا من السفاحين، كارها للمتعصبين، وكبرت فألفت حياة الشرق! وبحثت، ولما تفهمت أشفقت على الذابحين، وأحببت الجاهلين. •••
كبرت فإذا شبان بلادي يهاجرون بالعشرات والمئات والألوف، ثم يرجعون فيأخذون من شابات البلاد زهرات يانعات عطرات.
صفحة غير معروفة