الجندي المتطوع
وأنا رجل من لبنان، هاجرت في أول أمري إلى حيث يقذف الشقاء أبناء الشرق المسكين.
فكنت أسد رمقي وأرسل من وراء البحار ما يقوم بأود عيالي.
وبغتة هتف البوق، وسدت البحار، فتطوعت مع المتطوعين ورميت بنفسي داخل البركان البشري كي أموت فلم أمت.
وسكت النفير فأرجعني قائدي إلى بلادي.
فسرت إلى قريتي وفتشت عن بيتي، فرأيت مكانه أربعة جدران متداعية، دخلت من المكان الذي كان في سالف الزمان بابا، ونظرت في إحدى الزوايا بقايا الموقد وفوقها آثار الدخان.
ورأيت على جدار شيئا أشبه بأزهار صناعية كانت تعلقها زوجتي حول أيقونة العذراء، وتحت الأيقونة كانت تضع سرير الأطفال.
فجلست مكان ذلك السرير، ورفعت نظري فوقع على المسرجة.
فتذكرت نور السراج الزيتي الهادي، وأغاني أمي لأخي الصغير، ورقص الصبيان أترابي ليلة العيد.
وذكرت منظر النار في الموقد، وصوت الرياح تقصف خارجا.
صفحة غير معروفة