تنبيه يجد القارئ في كثير من الكتب ولاسيما في مؤلفات الشيخ ابن حجر الهيثمي وعيدا شديدا وتهويلا عظيما وتهديدا مفزعا على كل من سب احدا من الصحابة أو ابغضه أو تنقصه وتجد في ضمن ذلك سردهم للآيات القرآنية والاحاديث النبوية والمقالات السلفية مما فيه ذكر فضل الصحابة رضي الله عنهم وبيان علو مقامهم يوهمون بذلك ان المراد بالصحابة في تلك الآيات والاحاديث هم من اجتمع بالنبي مؤمنا ومات على الايمان كما اصطلح عليه رواة الحديث ليدخلوا في تلك المرايا والفضائل من ليس من اهلها كمعاوية وعمرو وبسر والوليد والحكم واشباههم انتصارا لمذاهبهم وتبعا لمقلديهم ثم تراهم يرجمون كل من خالف ما قالوه واصطلحوا علية بالبدعة والضلالة والمروق من الدين وينذرونه بسوء العقبي ودعوى الويل والثبور شاع ذلك عنهم وكثر ودعوا إليه الناس ورغبوهم في الانضمام إليهم والاتباع لهم ظانين ان ذلك نصيحة في الدين وحرصا على حفظ حرمة سيد المرسلين. ونحن نقول سمعا سمعا لكل ما جاء عن الله تعالى وعن رسول عليه افضل الصلاة والسلام وعن الاجلة من اصحابه وعلماء امته رضي الله عنهم من تعظيم اصحابه عليه وآله افضل الصلاة والسلام وتوقيرهم والاقرار بما لهم من الفضل ومعرفة مالهم من الحقوق على الامة في مؤازره الرسول صلى الله عليه وآله ونصرة الدين وتبليغه إلى من بعدهم من الامة غير انا لانكتال اقوال اولئك المؤلفين جزافا كما كالوا ولا نرسل الكلام على عواهنه كما ارسلوه ولا نسبك الطيب والخبيث في قالب واحد كما صنعوا ولا نخلط الحابل بالنابل كما فعلوا ولا نغرر الناس بأيراد الخاص من الادلة في موارد العام واجراء
--- [ 188 ]
صفحة ١٨٧