والطهر واولئك هم الاصحاب حقا وفازوا بشرف الصحبة رضي الله عنهم ورضوا عنه. وكم كنت اود لو ان المؤلف توسع في حديثه واتسع غرباله لجميع الصحابة وهذا الذي نأخذه على المؤلف فقد تساهل هنا وكان حق له ان لا يتساهل وكل حق له ان يعمل على تنقية الصحابة ولكن اظن ان قلمه لم يكن ليقوى على تحمل هذه المسئولية العظمى، ولعل في الغربلة التامة ما يحرجه ولكن. ولكن الحقيقة لا تعرف المراعاة. وليس بأمكان هذا التقديم ان يتسع للكلام في هذا الموضوع المتباعد الاطراف فأنه يحتاج إلى عشرات المئات من الصحائف. ومهما يكن من شئ فان الكتاب أستوفى موضوعه حق الاستيفاء. ولا ينافيه ان أخذنا عليه انه لم يعط المسألة حقها من جميع نواحيها ليكون الكتاب عاما شاملا والمصنف منفرد عن قومه بطريقه منصف في ما أراد ان يكتب فيه ما شاء له الانصاف عادل ما شاء له العدل ولا نفهم انصافه وعدله الا إذا درسنا معه المقياس الذي اتخذه وسيلة للوصول إلى الحق في بحثه وإذا أعرض المعرضون عن هذا المقياس وأبوالا أن تكون الصحبة وحدها هي المقياس فقد ضاعت الحقيقة. وأختم كلمتي هذه راجعا إلى ما ذكرته آنفا فأقول لو ان المؤلف سار مع المقاييس والمعايير التي سار عليها في مؤلفه هذا مع جميع الصحابة ليكون بحثه اتم واشمل ولكن له عذره عندنا فلعله لم يردان يعرض في كتابه نقدا له تفاصيله وله افاته فأذن لابد له ان يقف عند هذه النقطة الحساسة فقط. وأحسب اننا بعد التسليم له بهذا لسنا في حاجة إلى ان نناقشه فيما لم يرده أو أراده ولكن لم تسمح له به ظروفه والبيئة التي يعيش فيها.
--- [ 17 ]
صفحة ١٥