نقض الإمام أبي سعيد عثمان بن سعيد
محقق
رشيد بن حسن الألمعي
الناشر
مكتبة الرشد
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
1418هـ - 1998م
مكان النشر
السعودية
فيقال لهذا الضال المضل أليس قد زعمت أن الله لا يشبه بشيء من خلقه ولا يتوهم الرجل في صفاته ما يعقل مثله في نفسه فكيف تشبه الله في يديه اللتين خلق بهما آدم بأقطع مجذوم اليدين من المنكبين وتتوهم في قياس يدي الله ما تعقله في ذلك المجذوم المقطوع ويتوهم ذلك فقد توهمت أقبح ما عبت على غيرك إذ ادعيت أن الله لا يدان له كالأقطع المقطوع اليدين من المنكبين ويلك إنما يقال لمن كفر بلسانه وليست له يدان ذلك بما كسبت يداه مثلا معقولا يقال ذلك للأقطع وغير الأقطع من ذوي الأيدي غير أنه لا يضرب هذا المثل ولا يقال ذلك إلا لمن هو من ذوي الأيدي أو كان من ذوي الأيدي قبل أن تقطعا والله بزعمك لم يكن قط من ذوي الأيدي فيستحيل في كلام العرب أن يقال لمن ليس بذي يدين أو لم يك قط ذا يدين أن كفره وعمله بما كسبت يداه وقد يجوز أن يقال بيد فلان أمري ومالي وبيده الطلاق والعتاق والأمر وما أشبهه وإن لم تكن هذه الأشياء موضوعة في كفه بعد أن يكون المضاف إلى يده من ذوي الأيدي فإن لم يكن المضاف إلى يده من ذوي الأيدي يستحيل أن يقال بيده شيء من الأشياء وقد يقال بين يدي الساعة كذا وكذا وكما قال الله تعالى
﴿بين يدي عذاب شديد﴾
وكقوله
﴿فجعلناها نكالا لما بين يديها وما خلفها﴾
وكما قال الله تعالى
﴿مصدقا لما بين يديه﴾
فيجوز أن يقال بين يدي كذا وكذا كذا وكذا لما هو من ذوي الأيدي وممن ليس من ذوي الأيدي
صفحة ٢٣٦