ثم احتج المعارض لترويج مذهبه بأقبح قياس فقال أرأيت لو كتبت اسما في رقعة ثم احترقت الرقعة أليس إنما تحترق الرقعة ولا تضر النار الاسم شيئا فيقال لهذا التائه الذي لا يدري ما يخرج من رأسه إن الرقعة وكتابة الاسم ليس كنفس الاسم إذا احترقت الرقعة احترق الخط وبقي اسم الله له وعلى لسان الكاتب كما لم يزل قبل أن يكتب لم تنقص النار من الاسم ولا ممن له الاسم شيئا وكذلك لو كانت أسماء المخلوقين لم تنقص النار من أسمائهم ولا من أجسامهم شيئا وكذلك لو كتبت الله بهجائه في رقعة لاحترقت الرقعة وكان الله بكماله على عرشه وكذلك لو صور رجل في رقعة ثم ألقيت في النار لاحترقت الرقعة ولم يضر الصورة شيئا
وكذلك القرآن لو احترقت المصاحف كلها لم ينقص من نفس القرآن حرف واحد وكذلك لو احترقت القرأة كلهم أو قتلوا أو ماتوا لبقي القرآن بكماله كما كان لم ينتقص منه حرف واحد لأنه منه بدأ وإليه يعود عند فناء الخلق بكماله غير منقوص
صفحة ١٦٤