146

سلسلة الأسماء والصفات

تصانيف

لا يفهم من قول الله: (قبل أن تنفد كلمات ربي) أن كلمات الله تنفد السؤال قوله تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّمَا فِي الأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ﴾ [لقمان:٢٧]، وفي قوله تعالى: ﴿قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي﴾ [الكهف:١٠٩] . قد يفهم من ظاهر الآية أن كلمات الله تنفد بدليل قوله: (قَبْلَ أَنْ تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي)، فما الجواب عن ذلك؟ الجواب لا يقصد بهذا أنها تنفد أبدًا، بل هذا من الغايات التي لا حصر لها، فلن ينفد البحر أصلًا بالكتابة، فإذا كان الشيء يعلق على مستحيل فإنه مستحيل، فنفاد كلمات الله علق على أمر مستحيل، فالبحر لن ينفد وتنفد سبعة أبحر تمده من بعده، فالذي علق عليه أبلغ منه استحالة وأشد بعدًا؛ ولهذا فقوله ﷺ: (إن الله لا يمل حتى تملوا)، لا يقتضي إثبات الملل لله ﷾، بل يقتضي نفي الملل؛ لأن معناه: لا يمل وأنتم تملون معناه: حين تملون، و(حتى) هنا بمعنى (حين) وهذا معروف في لغة العرب ومنه قول الشنفرى: صليت مني هذيل بخرق لا يمل الشر حتى يملوا معناه: لا يمل الشر حين يملونه.

10 / 8