النجم الوهاج في شرح المنهاج
محقق
لجنة علمية
الناشر
دار المنهاج (جدة)
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٥هـ - ٢٠٠٤م
تصانيف
فَرَأَيْتُ اخْتِصَارَهُ فِي نَحْوِ نِصْفِ حَجْمِهِ؛ لِيَسْهُلَ حِفْظُهُ
ــ
قال: (فرأيت اختصاره في نحو نصف حجمه؛ ليسهل حفظه)؛ لأن ما كبر حجمه أحجم الطلاب عن تحصيله، وما اختصر رغبوا في إجماله وتفصيله.
و(رأيت): من الرأي، وهو: الاعتقاد، يتعدى إلى مفعولين.
و(الاختصار): حذف الفضول من كل شيء.
ومنه قوله ﷺ: (أوتيت جوامع الكلم، واختصر لي الكلام اختصارًا).
و(جوامع الكلم)، قيل: القرآن؛ لأن الله تعالى جمع في ألفاظه اليسيرة معاني كثيرة، وكان ﷺ يتكلم بجوامع الكلم.
و(نحو الشيء): قربه، فإن قيل: في عبارة المصنف نظر؛ فإنه إلا ثلاثة أرباعه أقرب .. فالجواب: أنه أراد ذلك أولًا، فلم يتفق له مع ما يقصده من التسهيل والإيضاح، أو يريد: نحو نصف حجمه مما يختص بـ (المحرر) دون (الزوائد).
وقد قال شيخ الإسلام القشيري - في شرح قوله ﷺ: (من توضأ نحو وضوئي هذا) -: إن لفظة (نحو) لا تقتضي المساواة من كل وجه بخلاف لفظة مثل.
وقال في حديث: (إذا سمعتم المؤذن .. فقولوا مثل ما يقول): إن لفظة (مثل) لا تقتضي المساواة من كل وجه؛ فإنه لا يريد بذلك مماثلته في رفع الصوت وغيره.
و(النصف) مثلث النون، وفيه لغة رابعة: نصيف، بزيادة ياء وفتح أوله.
ومنه قوله ﷺ: (لو أنفق أحدكم ملء الأرض .. ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه).
1 / 204