النجم الوهاج في شرح المنهاج

ابن سمعون ت. 808 هجري
28

النجم الوهاج في شرح المنهاج

محقق

لجنة علمية

الناشر

دار المنهاج (جدة)

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٥هـ - ٢٠٠٤م

تصانيف

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ــ و(العلم): معرفة المعلوم على ما هو عليه، فإذا قلت: عرفت زيدًا .. فالمراد شخصه، وإذا قلت: علمت زيدًا .. أردت العلم بأحواله من فضل ونقص. وفضل العلم لا تخفى أدلته، قال الله تعالى: ﴿هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ والَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ﴾، وقال: ﴿وقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا﴾، وقال: ﴿إنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ العُلَمَاءُ﴾. وفي (الصحيحين) [خ ٣٧٠١ - م ٣٤٠٦]: عن سهل بن سعد أن النبي ﷺ قال لعلي: (لأن يهدي الله بك رجلًا واحدًا خير لك من حمر النعم). وقال الشافعي: طلب العلم أفضل من صلاة النافلة. وقال: ليس بعد الفريضة أفضل من طلب العلم. وقال: من طلب الدنيا فعليه بالعلم، ومن طلب الآخرة فعله بالعلم. وفي (صحيح مسلم) [١٦٣١]: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له). وفي (مسند أبي يعلى الموصلي) [٣٢٠]: عن أنس بن مالك: أن النبي ﷺ قال: (طلب العلم فريضة على كل مسلم). وفي ذلك تأويلان: أحدهما: علم ما لا يسع جهله من العبادات. والثاني: جملة العلم إذا لم يقم بطلبه من فيه كفاية. وأما ما اشتهر من قوله ﷺ: (علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل) فلم يعرف له مخرج، ولم يوجد في كتاب معتبر. وفي (الترمذي) [٢٦٨٥]: عن أبي أمامة الباهلي: أن النبي ﷺ قال: (فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم)، ثم قال النبي ﷺ: (وإن الله وملائكته وأهل السماوات والأرض، حتى النملة في جحرها، وحتى الحوت في الماء ليصلون على معلم الناس الخير). وفيه [٢٦٤٧]: عن أنس: أن النبي ﷺ قال: (من خرج في طلب

1 / 196