============================================================
الرمل، حيث لا يعرف الماء، فإنه سوف يلقاكم نهر عظيم، كثير الماء، وحوله فواكه كثيرة، وعنده أسود خوادر(1)، فكلوا من تلك الثمار، واشربوا من ذلك الماء بلا حساب، ولا عاقبة سوء (1)، وأما الأسود فإنها سوف تفر من لقائكم، إذا رأتكم فلا تهوا بها.
فذهبوا اتكالا على قوله، وثقة بنصيحته، وتقليدا له، فلما بلغوا الغائط الآمق (2) من الدهناء جهدهم العطش والضر، ولم يجدوا نهرا ولا ثمارا، ووجدوا (1) الأسود، ساعة عاينتهم، وثبت عليهم، فافترستهم (5) جميعا، فلم يفلت منهم أحد.
وكذلك هلك من قلد الرجال دينه بلا بيان، ولا حجة قاطعة، ولا بينة قاهرة، فهذا مثلك ومثل أصحابك، وما اعطيتهم من القول المحال، الذى ينتقض عليهم عند الرجوع(1)، وملاقاة الرجال.
واما قولك لاصحابك: إن من قولنا، نحن أهل التوحيد والعدل، إن الله، عز وجل، لايكلف العباد الا ما يستطيعون، فذلك قولنا، وأنك- زعمت - تسالنا بما كلفهم الله، عز وجل، هذا الدين وما يستطيعون به14..
لقد قسم الله العقول بالسور.
فإنا نقول لك: إن الله، تبارك وتعالى، كلف العباد الفرائض، وجعل فيهم استطاعة البنية المركبة، وأرسل إليهم الرسل، وأنزل عليهم الكتب، وأمرهم ونهاهم، بعد كمال العقول، وقه فيما بينهم بالسوية؛ ولذلك صارت الفرائض عليهم، واجبة بالسوية.
إلا أن تقول ي اعبد الله بن يزيد البغدادى، ومن قال بقولك : إن لبعض الناس عينين ونصف، ولبعضهم عينين إلا ربع0011 فكلف هذا من الفرض ما لم يكلف الآخر ومثل ذلك لو ان رجلا كان له مائة عبد، فدفع إلى كل عبد فيهم دينارا، وأمره أن يأخذ له بذلك الدينار مسكا، والمسك حينثذ مثقال بدينار، فذهب كل واحد (1) وردت فى الأصل : سر.
(1) قلزم عربنها ومكاتها فلا تبرحه (2) بنى لما بلغوا منخفضا واسما مجهولا من هده الارض.
(4) وردت فى الاصل: ووجودوا.
(6) خامضة بالاصل (*) وردت فى الأصل: ففرستهم
صفحة ٥٨