============================================================
وان قالوا: عنى به الملائكة والانبياء والمرسلين، وكفروا بالله صراحا، وخرجوا من دين الإسلام، وإنما لزمهم ذلك؛ لان من قولهم: إن كل شي عمله العباد فبقضاء الله وقدره، وإرادته ومحبته ومشيئته، وخلقه لذلك الفعل منهم. فبهذا الزمهم الكفر، واكذبتهم الآية فى قوله: ( ذلك بأنهم اثبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه ثم نسال عبدالله بن يزيد البغدادى: هل كان رسول الله، صلى الله عليه وعلى آه وسلم، يرضى من الكفار بما يرضى الله منهم، أم دعاهم إلى غير ما لا يرضى الله، سبحانه، ولايريد؟.. فإنه لا يستقيم لهم، فى قولهم الذى يعتقدون، إلا أن مقولوا: إن النبى، صلوات الله عليه وعلى آله، دعا العباد إلى ما لا يرضى الله ولا يريد ولايشاء(1) ولايحب، وأن الشيطان وفرعون وهامان وأتباعهم، كانوا يدعون العباد إلى ما أحب الله ورضى وشاء وأراد وقضى (4) وقدر، وخلق من فعل العباد، من عبادتهم للاوثان، وشتمهم الله ورسوله والمؤمنين والمؤمنات، وقتلهم وغلمهم.
اى العبدين احب إلى الله، عز وجل، وأكرم عليه، عبد يدعو الناس إلى ما لايحب ولا يريد ولا يرضى ولا يشاء (3) ولا يقضى ولا يقدر ولا يخلق ؟ أم عبد يدعو (1) الناس إلى ما احب الله ورضى وشاء وقضى (0) وقدر وخلق من فعل عباده؟
فيجب فى قولهم، زاعمين : إن الشيطان وفرعون وأبا جهل بن هشام وقارون وهامان واخوانهم أحب إلى الله، عز وجل، من محمد، صلى الله عليه وعلى آله، ومن جميع الرسل ومن أئمة الهدى ومن المؤمنين والصالحين.
فإن قالوا: إنا نشنع عليهم، ونقول ما لم يكن منهم. قلنا: افليس هذا احتجاجهم، وقولهم فى كتاب عبدالله بن يزيد البغدادى يشهد على ما قلنا؟1 .. وان جيع الخلق 11ط امن اهل المقالات يعلمون ان المجبرة والخوارج يقولون كلهم. . / إن كل شيء فى الأرض بقضاء الله وقدره وإرادته ومشيئته (1) ومحبته، وأن افعال عباد الله خلقها وقدرها، وأنه إذا كان لاحدهم ابن فاسد او به عاهة، وهو على ضلال أو فسق، وساله عنه احد من الناس، قال: ذلك رجل كما شاء الله له، وذلك رجل كما احب (2) جاء فى الأصل: مرضا ولا هشا.
صفحة ٤١