============================================================
هو ممكن من الاستطاعة، موجودة فيه، يفعل بها ما أراد من كفر أو إمان، غير مقهور ولا مجبور على واحد من الفعلين.
والدليل على ذلك شهادة الله، تبارك وتعالى، حيث يقول: ( إن الدبين آمنوا ثم كفروا ثم آشوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا لم هكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبدا(3) (1)، الا ترى أن معهم استطاعة غير مجبورين فيها، إلا بالأمر والنهى، فإذا شاؤا آمنوا، وإذا شاؤا كفروا، بالاستطاعة الموجودة فيهم، لكلتى الحالتين من قبل فعلهم، فهذا دليل واضح، والحمد لله.
مثال على ان الاستطاعة قبل الفعل (هثال الرامى والسبم) : 31و/ ومن الحجة عليكم ان الاستطاعة قبل الفعل، أن نقول لكم: ما تقولون فى رجل ركب سهمه على قوسه، راميا لرجل بين يديه، فلما خرج فقو (2) السهم من وتر القوس، سقط الرامى ميتا، ووقع السهم فى المرمى فقتله، فنقول لكم: خبرونا متى قتل هذا الرجل صاحبه المقتول بالسهم، أو هر حى مستطيع للقتل، أم وهو ميت لا استطاعة فيه؟
فإن قالوا: قتله بعد ما مات؛ لان الاستطاعة عندهم مع الفعل لا قبله: لزمهم ان الموتى يقتلون الناس، وأن فيهم الاستطاعة موجودة، والزموا الموتى (2) القود، وحل الديات للمقتولين، وبان كذبهم وصح إبطالهم، وافتضحوا عند جميع الخلق.
وان قالوا: إنه قتله برممته، وهو حي، وهو متطيع.
لزمهم أن الاستطاعة قبل الفعل، ورجعوا إلى قولنا، ولزمهم أن دعواهم، واعتقادهم فى الاستطاعة مع الفعل، باطل، ووجب عليهم الرجوع والتوبة، والقول على الله، عز وجل، بالعدل .. فما بعد هذا من البيان والحجة القاطعة، والحمد لله رب العالمين.
(1) سررة الناء: الأبة 137.
(1)كذافى الأصل: ورها كات: ففره وتنى الرمية، او الاثر (نظر : المعبم الوسيد: ج9 /759،754).
صفحة ١٠٠