[116 ]
وقد يقول قائل: من ينقد من ؟ ! ومن أنت حتى تنقد (دراسات جامعية) و(أساتذة جامعات) ؟.. أقول: قائل هذا القول لا يعرف (ضوابط التخطئة والتصويب) ! ! ولا معايير الحق والباطل، فليس من هذه الضوابط ولا تلك المعايير أن يكون الناقد حاصلا على (شهادة أعلى) بل ولا أن يكون (أعلم) من (المنتقد) إلا بما انتقده عليه ولو كان الامر كذلك لكان عذرأ لعمر بن الخطاب الذي استدركت عليه امرأة فكان يستطيع أن يقول (من ينقد من ؟ !). لكن عمر كان أعلم من أن يقول هذه الكلمة (الجاهلة) لانه يعرف (ضوابط التخطئة والتصويب) أما نحن فحياتنا ضبابية الضوابط عارية المعايير هلامية الادلة فضفاضة الحجج والبراهين. فلذلك سيأتي كثيرون يقولون (من أنت) ؟ ! لانهم لا يعرفون هذه الضوابط ولا المعايير التي تحكم الحياة العلمية. أما العارفون بها فسيسألون عن (الادلة) و(البراهين) بغض النظر عن القائل، وهذا كان الاصل وهو السائد في عصر الصحابة والسلف الاول ثم مع تدفق التيار التقليدي (المنهي عنه شرعا) بدأ السؤال الاستنكاري الجاهل (من أنت ؟) ياخذ حيز السؤال العلمي (ما دليلك ؟)، وبدا هذا الاخير يتوارى ويختفي من الالسنة والعقول لندرة الناصرين وكثرة المقلدين وتراكم أخطاء السنين وكتب التلقين ! !
صفحة ١١٦