نحو ثقافة إسلامية أصيلة
الناشر
دار النفائس للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الرابعة
سنة النشر
١٤١٤ هـ - ١٩٩٤ م
مكان النشر
عمان - الأردن
تصانيف
ونهى الرسول ﷺ عن لبس الذهب والحرير ففي الحديث: "نهانا عن الحرير والديباج، والشرب في آنية الذهب والفضة، وقال لهم في الدنيا، ولكم في الآخرة" (١).
ومما أرشدنا إليه رسولنا المختار عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام، رعاية الأبناء ورحمتهم وتقبيلهم، وقد كان الرسول ﷺ يقبل الحسن والحسين، وأنكر على من قال له: إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم واحدًا فقال له المصطفى: "من لا يرحم لا يرحم" (٢) والمسلم تتعدى رحمته دائرة الإنسان إلى الحيران، وقد أخبرنا الرسول ﷺ عن ذلك الرجل الذي سقى كلبًا، فشكر الله له فغفر له، فقال الصحابة: يا رسول الله، وإن لنا في البهائم أجرًا؛ فقال: "في كل ذات كبدة رطبة أجر" (٣).
وأرشد ﵊ إلى الرفق في معالجة الأمور، وقد قال ﵇ لزوجه عائشة مؤدبًا ومعلمًا عندما سبت اليهود ولعنتهم: "مهلا يا عائشة، إن الله يحب الرفق في الأمر كله" (٤) ووجهنا الإسلام إلى التعاون فيما بيننا على البر والتقوى ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾ [المائدة: ٢].
وشبه الرسول ﷺ ترابط الجسد الواحد، "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا" (٥).
(١) متفقق عليه. (٢) صحيح البخاري، فتح الباري: ١٠/ ٤٢٦. (٣) صحيح البخاري، فتح الباري: ١٠/ ٤٣٨. (٤) صحيح البخاري، فتح الباري: ١٠/ ٤٤٩. (٥) صحيح البخاري، فتح الباري: ١٠/ ٤٥٠.
1 / 154