============================================================
قطز إلى مصر تمالأ عليه البندقدارى وغيره من الأمراء فقتلوه بين الغرابي والصالحية" بالقصير فى آخر الرمل.
بينما أشار الذهبي (تاريخ الإسلام ج14 ص 689) - نقلا عن ابن شداد إلى أن "المظفر لما ملك دمشق عزم على التوجه إلى حلب لينظف آثار التتار من البلاد، فوشى إليه واش آن ركن الدين البندقدارى قد تنكر له وتغير عليه، وأته عامل عليك. فصرف وجهه عن قصده وعزم على التوجه إلى مصر وقد أضمر الشر للبندقدارى، وأسر ذلك إلى بعض خواصه، قاطلع على ذلك البتدقدارى. ثم ساروا والحقود ظاهرة فى العيون والخدود، وكل منهما متحرس من صاحبه. إلى أن أجمع ركن الدين البندقدارى على قتل المظفر واتفق معه سيف الدين بلبان الرشيدى، وبهادر المعزى، وبيدغان الركنى، وبكتوت الجوكندار، وبلبان الهارونى، وأنس الأصبهانى الأمراء. فلما قارب القصير الذي بالرمل - عرج للصيد، ثم رجع، فسايره البندقدارى وأصحابه، وحادثه، وطلب منه امرأة من سبى التتار، فأنعم له بها، فأخذ يده ليقبلها، وكانت تلك إشارة بينه وبين أولئك، فبادره بدر الدين بكتوت الجوكندار المعزى، فضربه بالسيف على عاتقه فأبانه، ثم رماه بهادر المعزى بسهم قضى عليه".
وفي المختصر لأبى الفداء ج2 ص 207 - وعنه العمرى. مسالك الأبصار/ القسم التاريخى ج3 ص 330، ابن الوردي. التاريخ ج2 ص299- "... فلما بعدوا تقدم إليه أنص، وشفع عند الملك المظفر قطز فى إنسان فأجابه إلى ذلك، قأهوى لتقبيل يده، وقبض عليها، فحمل عليه بيبرس البندقدارى الصالحى حينيذ- وضربه بالسيف، واجتمعوا عليه، ورموه عن فرسه، ثم قتلوه بالنشاب، وذلك فى سابع عشر ذى القعدة".
أما انثناء عزم المظفر عن إعطاء بيبرس حلب فقد علله الذهبي تاريخ الإسلام ج14 ص690 قائلا: 8... وكان المظفر قد استناب على حلب الملك السعيد علاء الدين ابن صاحب الموصل - وقصد بذلك استعلام أخبار العدو، لأن أخاه الصالح كان بالموصل، وأخاه المجاهد كان بالجزيرة". ويلحظ أن بيبرس كان - قبل ذلك - قد شارك فى قتل المعظم تورانشاه بالمنصورة . بينما يأتى تعليل العيني عقد الجمان ج1/ الماليك ص252- 253 لذلك اكثر وعيا وأعمق غورا: "... ولما قرر السلطان الملك المظفر قطز أمور الشام ... سار من دمشق إلى جهة الديار المصرية، وفى نفوس البحرية منه ومن أستاذه قبله من قتلهما الفارس أقطاى واستبدادهما بالملك والجائهم إلى الهرب والهجاج والتنقل فى الفجاج إلى غير ذلك من أنواع الأهوان التي قاسوها، والمشقات التي لابسوها، وإتما انحازوا إليه لما تعذر عليهم المقام بالشام، وللتناصر على صيانة*
صفحة ٧٨