============================================================
ذكر وقعة الفرات(1): وفى خامس جمادى الأول من هذه السنة، اتصل بالسلطان وهو بالشام أن فرقة من التتار قد قصدوا الرحبة، فبرز بالعساكر إلى نحو القصير، فلتما نزله بلغهم خروجه، فعادوا عن الرحبة ونزلوا ألبيرة. فسار السلطان إلى حمص، وتقدم بأخذ مراكب الصيادين التي(2) ببحيرة قدس من عمل حمص، فأخذت وشالوها على الجمال، ثم سار حتى نزل الباب وبزاعة من عمل حلب، [141) وبعث جماعة من العسكر لكشف أخبارهم، فساروا إلى منبج، وعادوا وأخبروا أن جماعة من التتار مقدارها ثلاثة آلاف فارس على شط الفرات مما يلى الجزيرة.
فرحل السلطان فى ثامن عشر جمادى الأول، حتى وصل شط الفرات، وأمر بعمل جسر، ثم انتهز الفرصة وأمر العساكر بخوض الفرات وكان ذلك بإشارة الفارس أتابك، فإنه قال: إذا لم نداركهم بجميع العساكر وإلا كل من طلع منا أخذوه، فكان أول من أرمى نفسه فى الفرات المقر السيفي قلاوون الألفي الصالحي، ثم الأمير بدر الدين بيسري الشمسي، ثم تبعهما السلطان بنفسه، مع سائر العساكر، وطلعوا إلى التتار وقد بهتوالما رأوا الجيش وقد طلع إليهم، فأخذوهم قتلا وأشرا، ولم ينج منهم إلا كل طويل العمر. وكان مقدمهم جنقر، وهو أحد المقدمين الكبار، ومعه قريب خمسة آلاف فارس، وقد وقف على شط الفرات، وحفظ المخاضة فى مضيق هناك(3).
وكان السلطان قد استصحب معه عدة مراكب - وهي عشرة كما تقدم القول فأرماها فى الفرات، وركب فيها الأقجية الجياد لكشف البر، فتراموا مع العدو (1) وتعرف - كذلك - بوقعة جنقر . النويرى. نهاية الأرب ج 30 ص 333 335، الدوادارى. كنز الدررج8 ص169.
(2) فى الأصل: "الذى".
(3) ابن عبد الظاهر. الروض الزاهر ص 406 - 407، اليونينى. ذيل مرآة الزمان ج 3 ص 2 -3، البرزالى. المقتفى ج ا ص269، الدوادارى. كنز الدررج8 ص169، الفاخرى: التاريخ ج1 ص 4 10، الذهبى . تاريخ الإسلام ج15 ص195، ابن حبيب . درة الأسلاك ج1 ص 253- 254.
192
صفحة ١٩٢