وخالفت السنة فيه أما الأشاعرة فباعتبار نفي الحسن والقبح فلزمهم أن يذهبوا إلى جواز بعثة ولد الزناء المعلوم لكل أحد. وأن يكون أبوه فاعلا لجميع أنواع الفواحش وأبلغ أصناف الشرك وهو ممن يسخر به ويضحك عليه ويصفع في الأسواق ويستهزأ به ويكون قد ليط به دائما لأبنة فيه قوادا وتكون أمه في غاية الزنا والقيادة والافتضاح بذلك لا ترد يد لامس.
- قوله صلى الله عليه (وآله) وسلم: «لم أزل أنقل من أصلاب الطاهرين إلى أرحام الطاهرات. وقال تعالى: «إنما المشركون نجس» (التوبة: 28)، فوجب أن لا يكون أحد أجداده مشركا: (وأن لفظ الأب قد يطلق على العم، كما قال أبناء يعقوب له:
«نعبد إلهك، وإله آبائك: إبراهيم، وإسماعيل، وإسحاق (البقرة: 133) فسموا إسماعيل: أبا له مع أنه كان عما له) وراجع أيضا التفسير الكبير للفخر الرازي ج 24 ص 175، وزاد زيني دحلان قوله: «وقد ارتضى كلامه هذا أئمة محققون، منهم العلامة السنوسي، والتلمساني محشي الشفاء، فقالا: لم يتقدم لوالديه (ص) شرك، وكانا مسلمين، لأنه عليه الصلاة والسلام انتقل من الأصلاب الكريمة إلى الأرحام الطاهرة، ولا يكون ذلك إلا مع الإيمان بالله تعالى.
(وما نقله المؤرخون قلة حياء وأدب)، وقد أيد جلال الدين السيوطي كلام الفخر الرازي بأدلة كثيرة، وألف في ذلك رسائل، فجزاه الله خيرا، وشكر سعيه .. قال حافظ بن ناصر (رحمه الله):
تنقل أحمد نورا عظيما-- تلألأ في جباه الساجدينا
تنقل فيهم قرنا فقرنا-- إلى أن جاء خير المرسلينا
(انتهى كلام زيني دحلان)
وقال الماوردي، في كتاب أعلام النبوة: وإذا اختبرت حال نسبه (ص)، وعرفت طهارة مولده، علمت أنه سلالة آباء كرام. ليس فيهم مسترذل بل كلهم سادة، قادة.
وشرف النسب وطهارة المولد من شروط النبوة. (السيرة الحلبية ج 1 ص 28 وفي هامشها، والسيرة النبوية لزيني دحلان ج 1 ص 12).
صفحة ١٦١