منها أن ولي أمر المسلمين من لا يصلح لذلك ولا يؤتمن عليه وظهر منه الفسق والفساد ومن لا علم له البتة مراعاة لحرمة القرابة وعدولا عن مراعاة حرمة الدين وقد كان عمر حذره من ذلك. فاستعمل الوليد بن عقبة حتى ظهر منه شرب الخمر وفيه نزل قوله تعالى أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون المؤمن علي والفاسق الوليد بن عقبة على ما قاله المفسرون وفيه نزل إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا وكان يصلي حال إمارته وهو سكران حتى نهج الحق ص : 291تكلم فيها والتفت إلى من خلفه وقال أزيدكم في الصلاة فقالوا لا قد قضينا صلاتنا. واسعمل سعيد بن العاص على الكوفة وظهرت منه أشياء منكرة وقال إنما السواد بستان لقريش تأخذ منه ما شاءت وتترك منه ما شاءت حتى قالوا له أتجعل ما أفاء الله علينا بستانا لك ولقومك وأفضى الأمر إلى أن منعوه من دخولها وتكلموا فيه وفي عثمان كلاما ظاهرا حتى كادوا يخلعون عثمان فاضطروا حينئذ إلى إجابتهم وعزله قهرا لا باختيار عثمان. وولى عبد الله بن سعد بن أبي سرح مصر وتكلم فيه أهل مصر فصرفه عنهم بمحمد بن أبي بكر ثم كاتبه بأن يستمر على الولاية فأبطن خلاف ما أظهر فأمره بقتل محمد بن أبي بكر وغيره ممن يرد عليه فلما ظفر محمد بذلك الكتاب كان سبب حصره وقتله.
صفحة ١٥٣