هى أقوم (1)، فإن جار الله آمن ، وعدو الله خائف ، وإنه لا ينبغى لمن عرف عظمة الله أن يتعظم ، فإن رفعة الذين يعرفون ما عظمته أن يتواضعوا (2) له ، وسلامة الذين يعلمون ما قدرته أن يستسلموا له. فلا تنفروا من الحق نفار الصحيح من الأجرب ، والبارئ من ذى السقم (3) واعلموا أنكم لن تعرفوا الرشد حتى تعرفوا الذى تركه ، ولن تأخذوا بميثاق الكتاب حتى تعرفوا الذى نقضه ، ولن تمسكوا به حتى تعرفوا الذى نبذه ، فالتمسوا ذلك من عند أهله ، فإنهم عيش العلم ، وموت الجهل : هم الذين يخبركم حكمهم عن علمهم ، وصمتهم عن منطقهم ، وظاهرهم عن باطنهم : لا يخالفون الدين ، ولا يختلفون فيه ، فهو بينهم شاهد صادق ، وصامت ناطق.
صفحة ٤٣