164

بيناتك ، وإنك أنت الله الذى لم تتناه فى العقول فتكون فى مهب فكرها مكيفا (1) ولا فى رويات خواطرها فتكون محدودا مصرفا (2)

** ومنها :

حدود منزلته ، ولم يقصر دون الانتهاء إلى غايته ، ولم يستصعب إذ أمر بالمضى على إرادته (3) وكيف وإنما صدرت الأمور عن مشيئته؟ المنشىء أصناف الأشياء بلا روية فكر آل إليها ، ولا قريحة غريزة أضمر عليها (4) ولا تجربه أفادها من حوادث الدهور (5) ولا شريك أعانه على ابتداع عجائب الأمور ، فتم خلقه وأذعن لطاعته ، وأجاب إلى دعوته ، ولم يعترض دونه ريث المبطىء (6) ولا أناة المتلكئ (7) فأقام من الأشياء أودها (8) ونهج

صفحة ١٦٤