نفخ الطيب من غصن الأندلس الرطيب
محقق
إحسان عباس
الناشر
دار صادر-بيروت
مكان النشر
لبنان ص. ب ١٠
وغير ذلك ممّا يكون في أقاليم الحرارة، ولها سبع يعرف باللّب (١) أكبر بقليلٍ من الذئب في نهاية من القحّة، وقد يفترس الرجل إذا كان جائعًا.
وبغل الأندلس فارهة، وخيلها ضخمة الأجسام، حصون للقتال لحمها الدروع وثقال السلاح والعدو في خيل البرّ الجنوبيّ.
ولها من الطيور الجوارح وغيرها ما يكثر ذكره ويطول، وكذلك حيوان البحر، ودوابّ بحرها المحيط في نهاية من الطول والعرض.
قال ابن سعيد: عاينت من ذلك العجب، والمسافرون في البحر يخافون منها لئلا تقلب المراكب، فيقطعون الكلام، ولها نفخٌ بالماء من فيها يقوم في الجو ذا ارتفاع مفرط.
[أنواع الأفاويه فيها]
وقال ابن سعيد: قال المسعودي في مروج الذهب: في الأندلس من أنواع الأفاويه خمسة وعشرون صنفًا: منها السنبل، والقرنفل، والصندل، والقرفة، وقصب الذريرة، وغير ذلك.
وذكر ابن غالب أن المسعودي قال: أصول الطيب خمسة أصناف: المسك، والكافور، والعود، والعنبر، والزعفران، وكلها من أرض الهند، إلاّ الزعفران والعنبر، فإنهما موجودان في أرض الأندلس، ويوجد العنبر في أرض الشّحر.
قال ابن سعيد: وقد تكلموا في أصل العنبر (٢)، فذكر بعضهم أنّه عيون تنبع في قعر البحر يصير منها ما تبلعه الدواب وتقذفه. قال الحجاري: ومنهم من قال: إنّه نبات في قعر البحر.
وقد تقدم قول الرازي إن المحلب - وهو المقدم في الأفاويه، والمفضل في
(١) هو ما يسمى بالإسبانية (Lobo) وباللاتينية (Lupus)، وقد أطلق الاسم علمًا على كثير من الرجال المترجم بهم في كتب التراجم الأندلسية.
(٢) انظر مختلف الأقاويل في أصل العنبر في ابن البيطار ٣: ١٣٤.
1 / 199