165

نفخ الطيب من غصن الأندلس الرطيب

محقق

إحسان عباس

الناشر

دار صادر-بيروت

مكان النشر

لبنان ص. ب ١٠

ويعرف هذا الموضع بالزقاق، وهو صعب المجاز لأنّه مجمع البحرين لا تزال الأمواج تتطاول فيه والماء يدور، وطول هذا الزقاق الذي عرضه ثمانية عشر ميلًا مضاعف ذلك إلى ميناء سبتة، ومن هناك يأخذ البحر في الاتساع إلى ثمانمائة ميلٍ وأزيد، ومنتهاه مدينة صور من الشام، وفيه عددٌ عظيمٌ من الجزائر. قال بعضهم: إنها ثمانٍ وعشرون جزيرة منها صقلية ومالطة (١) وغيرهما، انتهى، وبعضه بالمعنى. وقال بعضهم (٢) عند وصفه بحر الزقاق قرب سبتة، ما صورته: ثم يتّسع كلّما امتد حتى يصير إلى ما لا ذرع له ولا نهاية.
[نبذة عن خراجها]
وقال بعضهم: وكان مبلغ خراج الأندلس الذي كان يؤدى إلى ملوك بني أميّة قديمًا ثلاثمائة ألف دينار دراهم أندلسية كل سنةٍ قوانين، وعلى كل مدينةٍ من مدائنهم ماٌ معلومٌ، فكانوا يعطون جندهم ورجالهم الثلث من ذلك مائة ألف دينار، وينفقون في أمورهم ونوائبهم ومؤن أهليهم مائة ألف دينار، ويدّخرون لحادث أيامهم مائة ألف دينار، انتهى.
وذكر غيره أن الجباية كانت بالأندلس أيام عبد الرحمن الأوسط ألف ألف دينارٍ في السنة، وكانت قبل ذلك (٣) لا تزيد على ستمائة ألف، حكاه ابن سعيد، وقال: إن الأندلس مسيرة شهرٍ مدنٌ وعمائرٌ.

(١) ق ط ج: وجزيرة مالطة.
(٢) ق ط: وقال غيره.
(٣) ذلك: زيادة في ك.

1 / 146