118

نفخ الطيب من غصن الأندلس الرطيب

محقق

إحسان عباس

الناشر

دار صادر-بيروت

مكان النشر

لبنان ص. ب ١٠

وبالجملة فتلك الأيام من مواسم العمر محسوبة، والسعود إلى طوالعها منسوبة: وكانت في دمشق لنا ليالٍ سرقناهن من ريب الزمان جعلناهن تاريخ الليالي وعنوان المسرة والأماني وهي مغاني التهاني التي ما نسيناها، وأماني زماني التي نعمت بطور سيناها عليها وعلى وطني مقصورة، والقلب في المعنى مقيم بهما وإن كان في غيرهما بالصورة، والأشواق إليهما قضاياها موجهة وإن كانت غير محصورة: ولله عهد قد تقضي فإن يعد فإني عن الأيام أعفو واصفح بقلبي من ذكراه ما ليس ينقضي ومن برحاء الشوق ما ليس يبرح إذا مسحت كفي الدموع تسترًا بدت زفرة بين الجوانح تقدح على أنها الأيام جد مزاجها ورب مجدٍ في الأذى وهو يمزح وكثيرًا ما يلهج اللسان بقول من قال: وما تفضل الأوقات أخرى لذاتها ولكن أوقات الحسان حسان ويردد قول من شوقه متجدد: سقى معهد الأحباب ناقع صيب من المزن عن مغناه ليس يريم وإن لم أكن من ساكنيه فإنه يحل به خل علي كريم وينشد من يلوم، قول في حشاه وله وفي قلبه كلوم: ثد أصبح آخر الهوى أوله فالعاذل في هواك ما لي وله بالله عليك خل ما أوله وارحم دنفًا لدى حشاه وله

1 / 98