163

سورة البقرة

* بسم الله الرحمن الرحيم

** [مسألة : ]

العرب أن يسموا بمثلها ، والقرآن بلغتهم.

قلنا : ليس في الأسماء حطة ، ولا يجب فيه الاتباع والاقتداء ، ولهذا جاز أن يحدث أهل كل صناعة لما عرفوه من الألات والادوات أسماء ، وإن لم تكن تلك الاسماء في اللغة أسماء لتلك المسميات ، وقد يجوز أن يسمي أحدنا ولده ما لم يسبق إليه ، ولا يكون بذلك معيبا.

فإن قيل : كيف يجوز أن تكون هذه الحروف أسماء للسور مع اشتراك جماعة من السور في بعضها وخلو كثير من السور من شيء منها؟

قلنا : أما الاشتراك فغير ممتنع أسماء الالقاب ، وان كان الالقاب في الاصل (1) إذا كانت للتميز ألا يقع فيها الاشتراك ، ثم عند وقوع الاشتراك فيها فزعوا إلى الصفات ، ولهذا قالوا : زيد الطويل العاقل ، وألحقوا الصفة لما وقع الاشتراك في الاسم ، ولو لم يكن في العالم إلا زيد واحد ، لما احتاجوا إلى الصفة.

وهكذا السور ، لما وقع الاشتراك في أسمائها ألحقوا بها ما بينه على التمييز ، فقالوا : الدخان والزخرف وما أشبه ذلك ، ولم يحتاجوا إلى ذلك فيما ينفرد بلقبه ، كصاد وقاف وطه وما جرى مجراهن.

فأما خلو بعض السور من اسم ؛ لأن وضع الاسماء في الأصل غير واجب ، وإذا كان جائزا أن يختص مسمى دون غيره.

صفحة ٢٨١