حسب قوانينهم وسننهم المتعارفة ، فهم بهذا انتهكوا حرمة الحرم الإلهي ، ونقضوا سنتهم ، إضافة إلى أنهم وضعوا حائلا ضخما بينهم وبين الحقائق.
إن إضافة «الحمية» إلى «الجاهلية» من قبيل إضافة «السبب» إلى «مسببه» ، التعصب والعناد والغضب ينشأ عن الجهل دائما ، لأن الجهل لا يسمح للإنسان أن يفكر بعواقب أعماله ، ولا يسمح له قبول أن فكرته قد تكون خاطئة ، وأن هناك علما أوسع وأكبر من علمه ، ولهذا نرى أن شدة عناد وتعصب الأقوام الجاهلة أكثر منها في الأقوام الاخرى ، ولهذا السبب نجد أن الأنبياء والرسل عندما يبعثون إلى قوم بالرسالات والأنوار الإلهية الساطعة ، يواجهون مقاومة عنيفة ، ويتهمون بمختلف التهم ، وقد أورد القرآن الكريم نموذجا من ذلك : ( وعجبوا أن جاءهم منذر منهم وقال الكافرون هذا ساحر كذاب* أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشىء عجاب* وانطلق الملأ منهم أن امشوا واصبروا على آلهتكم إن هذا لشىء يراد* ما سمعنا بهذا فى الملة الآخرة إن هذا إلا اختلاق ). (ص / 4 7)
حيث ترى أن حديثهم مملوء بالعناد ، الناشيء عن الجهل والغرور (1).
** 34 الجهل مصدر لاختلاق الحجج
( وقال الذين لايعلمون لولا يكلمنا الله أو تاتينا آية كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم تشابهت قلوبهم قد بينا الآيات لقوم يوقنون ). (البقرة / 118)
هناك قضية تتكرر دائما في تاريخ الأنبياء والرسل وهى أن الجاهلين والمعاندين يختلقون الحجج الواهية من أجل الهروب من الإيمان بالأنبياء والرسل والتسليم للحق الذي يرونه بأم أعينهم من خلال المعاجز الإلهية ووسائل الاقناع التي يأتي بها الرسل فتراهم تارة يقولون لم بعث الله بشرا رسولا؟ لم لم يأت ملك محله؟
صفحة ٦٧