(١) لذلك أمثلة متعدّدة ذكرت بعضها في المنهج المقترح، لكني أحيل هنا إلى مثال آخر، فانظر موقف الحافظ من وصف أبي داود لحديث بأنه منكر في النكت (٢/٦٧٧ - ٦٧٨)، ومن وصف أبي حاتم لحديث آخر بأنه منكر أيضًا، كما في اليواقيت والدرر للمناوي (١/٤٢٦ - ٤٢٧) . (٢) وهذا يذكّرني بما أخذه ابن الصلاح على البغوي في كتابه المصابيح من إطلاقه (الحسن) على ما أخرجه أصحاب السنن، حيث قال (٣٧): «فهذا اصطلاحٌ لا يُعرف، وليس الحسن عند أهل الحديث عبارةً عن ذلك، وهذه الكتب تشتمل على حسن وغير حسن» . ووافقه على هذا الانتقاد النووي (انظر: تدريب الراوي ١/١٧٩) . وأيّدهما الزركشي في النكت (١/٣٤٣)، قائلًا: «نعم، في السنن أحاديث صحيحة ليست في الصحيحين، ففي إدراجه لها في قسم الحسن نوع مشاحّة» . ولذلك أبى البُلْقِيني الجوابَ عمّا وقع من البغوي بأنه اصطلاح له ولا مشاحة في الاصطلاح، بقوله في مقدّمة ردّه على هذا الجواب: «ولا يُقال: الاصطلاحات لا مشاحةَ فيها» . (محاسن الاصطلاح ١٨٣) . وهذه المسألة من مشاهير مسائل الحديث الحسن في كتب المصطلح، فانظر النكت لابن حجر (١/٤٤٥ - ٤٤٦)، وفتح المغيث للسخاوي (١/٩٩ - ١٠٠)، والبحر الذي زخر للسيوطي (٣/١١٤٢ - ١١٤٧) .
1 / 57