صفاته صلى الله عليه وسلم
قال علي وابن عباس وأنس: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أطول من المربوع، وأقصر من المشذب، أسمر، يتلألأ وجهه كالبدر عظيم الهامة، رجل الشعر، صلت الجبين، أهدب الأشفار، أزج الحواجب، أقنى الأنف، كث اللحية، سهل الخدين، له نور يعلوه، ضليع الفم، أشنب (1)، مفلج الأسنان، مدور الوجه، أدعج العينين، رائحته أطيب من كل طيب، سواء البطن والصدر، بعيد ما بين المنكبين، ذريع المشية كأنما ينحط من صبب، شائل الأطراف، مسح القدمين ينبو عنهما الماء، ويرى من خلفه كما يرى من أمامه، وإذا التفت إلتفت بجميعه (2).
ومن أخلاقه (عليه السلام): أن يبدأ من لقي بالسلام، ليس بالجافي، ولا المهين، يعظم النعمة إن قلت، لا يذم ذواقا ولا يمدحه، ولا تغضبه الدنيا ولا ما كان منها، فإذا كان الحق لم يسامح فيه، ولا يقوم إلا عن ذكر، وفكر، وعبرة، وحذر، وحلم، وصفح، وسع للناس بسطه وخلقه، فصاروا عنده في الحق سواء، يمنع لسانه عما لا يعنيه، ويتغافل عما لا يشتهيه، فلا يؤيس منه، ولا يحبب فيه، ليس بحقود، ولا حسود، ولا سباب، ولا لعان، يأخذ بأيسر الأمور إلا أن يكون مأثما، دائم الوضوء والبشر، وكان يقول:
«أمزح ولا أقول إلا حقا» (3).
لم ير عريانا، سهل الخليقة، طويل الصمت والحزن، أخذ بالحسن ليقتدى به
صفحة ٣٩